خبر عاجل
الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً بعفو عام عن جرائم الفرار والجنح والمخالفات المرتكبة قبل تاريخ 22.9.2024 معدلات الانتحار أعلى بـ 8% عن العام الماضي… أخصائية نفسية لـ«غلوبال»: زيادة الحالات نتيجة لضغوط نفسية واجتماعية تحديث المخابز وجودة الرغيف عدسة غلوبال ترصد أحداث مباراة الاتحاد أهلي حلب والجيش انخفاض درجات الحرارة… الحالة الجوية المتوقعة الذهب مستمر في تحطيم الأرقام القياسية محلياً… محلل مالي لـ«غلوبال»: بتنا أقرب إلى سعر 3 آلاف دولار للأونصة بعد تحديد موعد التسجيل… عضو المكتب التنفيذي المختص بريف دمشق لـ«غلوبال»: توزيع مازوت التدفئة اعتباراً من الشهر المقبل والأولوية للمناطق الباردة أرقام فلكية لأجور قطاف وتخزين التفاح… رئيس اتحاد فلاحي السويداء لـ«غلوبال»: تأخر صدور التسعيرة انعكس سلباً على واقع المحصول كندا حنا في عمل جديد بعنوان “عن الحُبّ والموت” من إخراج سيف الدين سبيعي تدهور سرفيس على طريق دير الزور الميادين… مدير مشفى الأسد لـ«غلوبال»: وفاة شخص وإصابة 9 آخرين بينهم أطفال ونساء
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

دلالات زيارة البرلمانات العربية إلى سورية الاقتصادية والسياسية

خاص غلوبال –  سامي عيسى

عندما تتحد الشعوب وتتوافق مصالحها، تُكون إرادة من المستحيل كسرها، تتحدى فيها كل قوانين البشر، مهما كانت سطوتها ومن يمثلها أو يقف خلفها، وما حصل بالأمس القريب على أرض مطار دمشق الدولي من توافد لأعضاء مجالس البرلمانات العربية، دليل واضح على إرادة الشعوب التي ترفض كل أسباب التبعية والانكسار، والوقوف في وجه الظلم الذي عانى منه الشعب العربي في سورية،من حرب كونية استمرت لأكثر من 12 عاماً وحصار اقتصادي وعقوبات ظالمة، مازالت مستمرة، مروراً بكارثة الزلزال المدمرة والتي تشكل كارثة إنسانية تعامل معها العالم الغربي وأمريكا بازدواجية واضحة تخرج عن الأطر الإنسانية والأخلاقية، أمام ويلات اجتماعية واقتصادية طالت الشعبين السوري والتركي، وتركت آثاراً اجتماعية واقتصادية وظروفاً معيشية لمئات آلاف الأسر التي شردها الزلزال، إلى جانب آلاف الضحايا التي مازالت بحاجة إلى حالات الدعم المادي والاجتماعي..

وما وقوف البرلمانات العربية ووصولها إلى العاصمة السورية دمشق إلا تأكيد واضح وصريح لترجمة إرادة الشعوب بعيداً عن الاتجاهات السياسية لدولها، وتقول كلمتها التي تحمل كل معاني الإنسانية والاجتماعية، ومضمون يحمل تضامناً “قولاً وفعلاً” يتمثل في تقديم المساعدات الإنسانية والحاجات المادية لإنقاذ الأسر المتضررة وتجسيد الحالة الاجتماعية الواحدة لهذه الشعوب..

إلا أن زيارة الوفود البرلمانية العربية إلى سورية تحمل الكثير من المعاني والدلالات الاقتصادي منها والسياسي، إلى جانب الحالة الإنسانية التي تؤكد أن إرادة الشعوب لا تقف أمامها الحواجز والحدود، وحالات التضامن لا تحتاج لبرامج سياسية ومواقف “تمنع أو تسمح”، وإنما كلمة الفصل، هي لهذه الإرادة التي تحقق إنسانية الشعوب وترجمتها لمواقف تحقق مصلحة الجميع.

وبالتالي ما حصل هي إرادة الشعوب العربية في وقوفها إلى جانب سورية، في محنتها على مستويين: الأول معاناة الشعب السوري من آثار الزلزال المدمرة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي وغير ذلك، والمستوى الثاني فك الحصار المفروض على سورية وإنهاء معاناة الشعب من العقوبات الاقتصادية التي طالت معيشة المواطن في كل تفاصيلها..

والجانب الأهم في هذه الزيارة مؤشر يحمل الكثير من الأهمية أن المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية وفعاليات شعبية قادرة على أخذ زمام المبادرة، في قول كلمتها ووقوفها إلى جانب الحق في كافة الظروف، مهما اختلفت المعطيات والمواقف الرسمية في تلك البلدان، وتحرك هذه الفعاليات كما حدث مع البرلمانات العربية وتحركها باتجاه الشعب السوري، والوقوف إلى جانبه لتخطي كارثة الزلزال ومعالجة آثارها، وتقديم كافة أشكال الدعم الشعبي وذلك ضمن إطار الاستجابة السريعة التي أظهرتها طائرات الإغاثة، وما حملت معها من آلاف الأطنان من المواد الغذائية والطبية وغيرها من الحاجات الانسانية، التي تلامس هموم المتضررين من كارثة الزلزال من جهة، وتوفير مكونات الدعم للحكومة السورية التي تساعد في أعمال الإغاثة والاستجابة السريعة لمفاعيل الكارثة على المستويين المادي والبشري..

وهنا لا نستطيع فصل الجانب الإنساني عن الاقتصادي في المؤشرات والدلالات التي تؤكدها هذه الزيارة، والتي تحمل الكثير من مفردات التعاون وفتح مجالات جديدة للتعاون، مع إمكانية العودة إلى الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية التي تخدم الشعوب العربية، وترضي تطلعاتها في بناء حالة اقتصادية متميزة يستفيد منها الجميع، مع كسر كل الحواجز التي تقف أمامها بما فيها الحصار الاقتصادي والعقوبات الظالمة وقانون قيصر الأمريكي، وهو أخطر ما واجهته الحكومة السورية خلال حربها على الإرهاب وداعميه..

ولعل زيارة الأمس للبرلمانات العربية إلى دمشق أولى خطوات كسر الحصار عن الشعب السوري ورفض استمرار العقوبات الاقتصادية الظالمة، والأهم إصرار على عودة الأمة العربية إلى حضنها الدافئ سورية باعتبارها القلب النابض بالعروبة، وممارسة دورها الفاعل على الساحة العربية والدولية وفي كافة المجالات.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *