دليلي احتار من غلاء الأسعار
خاص غلوبال – زهير المحمد
زيادة مجزية على الرواتب والأجور بلغت مئة بالمئة وهي الزيادة الأكبر منذ عقود من حيث النسبة.
لكن هل هي كافية لتحسين مستوى المعيشة ولردم الهوة بين الدخل ومتطلبات العيش بالحد الأدنى.
إذا قلنا إنها لن تسهم في تحسين مستوى المعيشة وأن الأمور تتجه للأسوأ يتهموننا بالجحود، وإن أقسمنا بكل المقدسات بأنها جيدة وستترك انعكاساً إيجابياً على حياتنا، سوف يتهمنا البعض بالكذب وربما يطلب من بعض رجال الدين دفع كفارة اليمين الكاذب.
إجمالاً لم يستلم أحد تلك الزيادة ولم يروا شيئاً منها لكنهم رأوا في الأسواق وغلاء الأسعار( نجوم الضهر)، فهل فعلت الزيادة فعلتها بالأسواق ورفع التجار الأسعار لشفطها قبل أن ينعم بها أحد، أم إن تحرير أسعار الطاقة وغياب الرقابة التموينية هما السبب.
إن الحكم المسبق على تأثير الزيادة سلباً أو إيجاباً لن يكون دقيقاً، لكننا نقول إن الزيادة الحالية التي بلغت مئة بالمئة هي لجسر الهوة التي تفاقمت بين الأجور والأسعار خلال الأشهر الثمانية الماضية التي ارتفعت فيها الأسعار مية بالمية، وكان ذلك ممكناً إذا حافظنا على أسعار حوامل الطاقة كما كانت عليه، وإذا كان سعر الصرف يتراوح بين ستة إلى ثمانية آلاف للدولار، وأوقفنا تصدير منتجاتنا من السلة الغذائية وطرحناها بالأسواق بأسعار تناسب دخل السوريين.
هل تتحمل الرقابة التموينية مسؤولية هذا الجنون في الأسعار وهل تستطيع القرارات الحكومية لجمها، وكيف يمكن أن نرفع أسعار حوامل الطاقة بنسبة قاربت ثلاثمئة بالمئة ونطلب من الآخرين تثبيت الأسعار..
إذا كان الهدف هو تخفيض عجز الموازنة فقد يتحقق ذلك، أما إذا كانت القرارات هي لتحسين مستوى المعيشة للعاملين بأجر فمن الصعب أن تفلح بذلك( والماء تكذب الغطاس).
إجمالاً لا نريد الجزم بأن الأوضاع المعيشية قد أصبحت أسوأ مما كانت أو أنها على طريق التحسن مع الارتفاع الجنوني للأسعار الذي لايبشر بالخير.
وبالتالي فإننا نطالب الفريق الاقتصادي الذي أجرى كل تلك الدراسات في الأسابيع الماضية، وتبنت مقترحاته الحكومة أن يباشر بدراسة الآثار الإيجابية أو السلبية التي تمخضت عن رفع اسعار المحروقات وعن زيادة الرواتب، وأن يزودونا بما توصلوا إليه علنا نطمئن الجميع بأن جنون الأسعار الحالي ليس(حنجلة في أول الرقص)، وأن رقص المستهلكين ليس كرقص طير مذبوح من الألم.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة