”دمشق تأكل من خضارها“ مبادرة لتنشيط تقنيات إدارة الوفرة… مدير مركز تطبيقات الاستشعار عن بعد لـ«غلوبال»: توفر سلعاً طازجة لأسواق المدن
![](https://globalsy.net/wp-content/uploads/2023/11/الخضار.jpg)
خاص دمشق – بشرى كوسا
باتت فكرة الزراعة المنزلية أحد أنواع الزراعات المتاحة لتحقيق نوع من الاكتفاء الذاتي من خلال زراعة الخضراوات على البلاكين والأسطح، وتعد خطوة بالاتجاه الصحيح لتوفير غذاء صحي في ظل غلاء الخضر نتيجة ارتفاع تكاليف مستلزمات إنتاجها وأجور نقلها.
في مجموعة تحمل اسم “دمشق تأكل من خضارها” تجمع عدد من أهل العلم والاختصاص في الزراعات المائية وغيرها من مجالات الزراعة على (واتس أب) لتنشيط مبادرة دمشق تأكل من خضارها ومن ثم تطوير الفكرة وتعميقها بحيث يتم تحويل المواد العضوية (فضلات المنزل) إلى سماد لتغذية المزروعات على البلاكين فيما يسمى بالاقتصاد الدائري، وتعلم تقنيات إدارة الوفرة فحتى من خلال استثمار جدران المنازل يمكننا تأمين طعامنا.
الخبير التنموي أكرم عفيف مؤسس مجموعة المشاريع الأسرية الصغيرة أكد في تصريح لـ«غلوبال» بأن تنفيذ الفكرة أمر سهل ولا يتطلب أدوات معقدة، وتقوم على استخدام “المعلقات” وهي عبارة عن قطعة من قماش الشادر، تخاط على شكل جيوب ثم تعلق على الحائط وتتم تعبئها بالتراب والسماد ثم زراعة البذار في كل جيب على حدة.
مضيفاً: إنها لاتحتاج إلى الماء كثيراً، ويمكنك زراعة أنواع مختلفة من الخضراوات الورقية كالنعنع والبقدونس والسبانخ والسلق والبصل الأخضر والفجل.
وأوضح عفيف بأن الهدف من المشروع تحقيق إدارة الموارد بالشكل الأمثل، وتحويل الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها سورية إلى فرصة للإبداع في حل المشكلات من خلال استخدام طاقة أبنائها جميعاً.
أبو أكرم سارع لتنفيذ الفكرة، وبادر لزراعة عدد من حبات الفليفلة والنعنع والسلق وبذور البقلة على بلكونة منزله باستخدام المعلقات، وأكد لـ«غلوبال» بأن زراعة عدد قليل منها يمكن أن تسد حاجة المنزل اليومية، وأضاف: أن مجموعة دمشق تأكل من خضارها ساعدته في تعلم تقنيات الزراعة المستدامة في المنزل وأهمية الحصول على طعام خال من الأسمدة في تحسين صحتك الجسدية.
بدوره، الدكتور يونس إدريس مدير مركز تطبيقات الاستشعار عن بعد وأستاذ محاضر في المعهد العالي للتخطيط الإقليمي وهو صاحب الفكرة ومؤسس مجموعة دمشق تأكل من خضارها أكد لـ«غلوبال» بأن الهدف من هذه المشاريع هو دعم الاقتصاد المنزلي وتحسين الوضع المعيشي للأسر من خلال الإنتاج من الحدائق المنزلية مع ارتفاع الأسعار، مضيفاً: من الناحية الأكاديمية فإن المبادرة مرادفة لمصطلح الزراعة المدنية (أي الزراعة داخل المدينة)، وتتضمن الزراعة في المساحات الخضراء ضمن المدينة، وفي الحدائق المنزلية، وعلى السطوح، وعلى البلكونات والجدران الجانبية (غالباً زراعة مائية أو مايماثلها)، إضافة إلى الزراعة في المطابخ (أبراج زراعية مائية أو باستخدام الوسائط تزرع بها الخضراوات الورقية المحبة للظل)، ولكل نوع منها ظروف وشروط ووسائل وأدوات ومتطلبات.
وأوضح إدريس أنه يمكن للزراعة الحضرية أن توفر سلعاً طازجة لأسواق المدن، حيث يتم استهلاك الطعام المنتج بعد الإنتاج مباشرة وعلى مسافة قريبة من موقع الإنتاج علاوة عن أهميتها في تحسن جودة الهواء والتنوع البيولوجي، إضافة إلى تقليل نفايات المدن في مواقع الزراعة الحضرية.
ومن ناحية أخرى أشار يونس إلى أن هناك دراسات تؤكد العلاقة الوثيقة بين الزراعة والمزاج المرتفع، وهي نتيجة تُعزى إلى التعرض للضوء والنشاط البدني المصاحب للزراعة وله تأثير إيجابي ملحوظ على الناس.
بالإضافة إلى ذلك تعزز الزراعة الحضرية الإدماج الاجتماعي ويمكن أن يطبقها أي مواطن بغض النظر عن الوضع الاجتماعي أو الجنس كما يمكن للأشخاص والمجموعات الاجتماعية المحرومة تحسين ظروفهم المعيشية واندماجهم الاجتماعي بنشاط من خلال المشاركة في الزراعة الحضرية على مستوى المجموعة.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة