دم الشهيد موسوي سيرتد ناراً على “إسرائيل”
خاص غلوبال – محي الدين المحمد
يبدو أن “إسرائيل” وبعد أن تكبّد جيشها خسائر كبيرة في هجومه البري على قطاع غزة، وبعد أن اكتشف العالم مدى وحشيتها في استهداف المدنيين، تحاول توسيع دائرة العدوان ليشعل المنطقة ولتقديم الذريعة لأمريكا وحلفائها للتدخل في حرب إقليمية لا تبقي ولا تذر.
وما قامت به اليوم في عدوانها على دمشق وهي تعلم علم اليقين أنها تعتدي على ميثاق الأمم المتحدة وعلى دولة ذات سيادة، ويستهدف مستشاراً إيرانياً كان له دور بارز في مشاركة الجيش العربي السوري في حربه على الإرهاب، حيث تشهد معظم المعارك في الغوطة وحلب والبادية وريف إدلب على إيمان الشهيد، المستشار العميد الإيراني رضي موسوي بضرورة اجتثاث الإرهاب وتقليم أظافر داعميه في تل أبيب وواشنطن.
وللعدوان الإسرائيلي الذي استهدف مكان إقامته بالقرب من السيدة زينب في ريف دمشق أبعاد إجرامية أخرى، حيث تصنف أيضاً بأنها عملية اغتيال توازي الجريمة التي ارتكبتها إدارة ترامب في اغتيال الشهيد قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قبل أربع سنوات.
ومع أن الشهيد رضي موسوي يعتبر “إسرائيل” هي الوجه الآخر للإرهاب الذي حاربه ويحاربه فوق الأرض السورية، كما كان سلفه الشهيد سليماني إلا أن عملية الاستهداف لم تكن ناتجة عن اشتباكات مباشرة مع القوات الإسرائيلية، وبالتالي فإن الحرس الثوري الذي نعى الشهيد وأكد أن “إسرائيل” ستدفع ثمن هذه الجريمة يعي تماماً ما يقوله، ولديه كل مقومات الإيفاء بهذا الوعيد.
وكما كان الرد قوياً على القوات الأمريكية في العراق عقب اغتيال سليماني، ونذكر عندها كيف طلبت أمريكا من قواتها ضبط النفس وإبتلعت تداعيات الرد القوي من إيران، تتوقع “إسرائيل” رداً قوياً من الحرس الثوري وهذا ما تحدث عنه المحللون السياسيون والعسكريون عبر وسائل الإعلام العبرية فور حدوث عملية الإغتيال؛ لأنهم يدركون التبعات الخطرة لاغتيال مستشار إيراني بهذه المكانة في الحرس الثوري وفي إيران ولدى حلفائه في سورية والعراق وفي فلسطين، وفي محور المقاومة ككل الذي حدد أعداء الإنسانية بوضوح وكانت على رأس القائمة “إسرائيل” وداعموها.
إن “إسرائيل” تلعب بالنار منذ السابع من شهر تشرين الأول الماضي في أعقاب عملية طوفان الأقصى، فيما تعمل أمريكا (ظاهرياً) على حصر الصراع في حرب “إسرائيل” على الأطفال والنساء في غزة والقيام ببعض المناوشات والاستهدافات على جبهتي لبنان وسورية، لكن صفاقتها اليوم في عملية اغتيال العميد موسوي ربما تمزق كل الآمال الأمريكية بتحديد ساحة المعركة وحصرها فيماكانت عليه.
لقد ضحى الشهيد في سبيل مبادئه الوطنية، فكان مجاهداً لا يهاب الموت، وعشق الشهادة دفاعاً عن كرامة الإنسان، ولإعلاء كلمة الحق، فالصبر السلوان لذويه ورفاقه في سورية وإيران وفي محور المقاومة، والعزاء لهم على خسارتهم هذه القامة الباسلة التي ستترك أثراً عميقاً في نفوسهم لن يخفف من وطأته إلا ردٌّ مزلزل يتناسب وحجم هذه الجريمة، والقادم وخوف العدو خير شاهدان على قرب ذلك الرد وحجمه.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة