رباعية دفاعية ثانية… الانسحاب التركي وM4 بوابة أي حل
خاص غلوبال – شادية إسبر
لم يخرج الكثير من المعطيات أو النتائج عن الاجتماع الرباعي الثاني من نوعه لوزراء دفاع كل من سورية وروسيا وإيران وتركيا في العاصمة الروسية موسكو، فالمعلومات التي صدرت عن الاجتماع بينت أنه بحث موضوع انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، وتطبيق الاتفاق الخاص بالطريق الدولي المعروف باسم طريق M4.
بيانات صدرت عن وزارات دفاع الدول الأربع متقاربة في مجملها، إلا تصحيح من مصدر مطلع سوري أكد أنه لا صحة للبيان الذي بثته وزارة الدفاع التركية، والتي تتحدث عن خطوات ملموسة تتعلق بتطبيع العلاقات بين تركيا وسورية، وبأن ما حصل في الاجتماع كان ”بحث في آلية انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية ولم يتطرق الاجتماع إلى أي خطوات تطبيعية بين البلدين“، ليكمل المصدر أن التطبيع أو العلاقة الطبيعية بين تركيا وسورية تعني انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، وبغير الانسحاب لا تنشأ ولا تكون هناك علاقات طبيعية.
إذاً موضوع الاجتماع تركز على فقرتين، الأولى الانسحاب التركي من الأراضي السورية التي احتلها، والثانية طريق M4، فماذا يختلف البند الأول عن الثاني؟ حيث يبدو منطقياً أن الانسحاب من الأراضي المحتلة تُركياً، يعني حلاً لمشكلة الطريق الدولي الواصل بين إدلب من جهة واللاذقية وحلب والرقة والحسكة إلى العراق من جهة أخرى.
البند الأول مبدأ سيادي سوري، أي لا كلام قبل الانسحاب من الأراضي التي احتلتها قوات تركية مدعومة بفصائل إرهابية محلية كاملة الولاء للرئيس أردوغان ونظامه، بمعنى المناطق الممتدة على طول الشريط السوري التركي الحدودي شمال وشمال شرق سورية، لتبقى قصة التجمع الإرهابي العالمي في إدلب وريفها غير المحرر شأن آخر يحتاج إلى اتفاق خاص، وقد ظهرت أولى خطواته عندما توصلت الدول الراعية لاجتماعات أستانا في النسخة الرابعة ”أستانا4“ (تركيا وروسيا وإيران) أيار 2017 إلى اتفاق مناطق خفض التصعيد والتي كانت إحداها – محافظة إدلب ومحيطها – والتي تشكل فيه تركيا رأس الحربة الأكثر إيلاماً في مراحل الأزمة السورية.
الخطوة الثانية جاءت من سوتشي في 17 أيلول 2018 حين أعلن بعد قمة روسية تركية عن التوصل بشأن إدلب إلى اتفاق من بنود عدة أهمها، إقامة منطقة ”منزوعة السلاح“ بعمق 15 كم، وتأمين فتح الطرق الدولية الواصلة بين حلب واللاذقية (M4) وبين دمشق وحلب (M5)، وتأمين خطوط النقل بين الساحل والداخل، وتوفير بيئة وآلية ملائمة لمكافحة الإرهاب، وهو ما أكدت دمشق وقتذاك أن الاتفاق حصيلة مشاورات مكثفة بينها وبين الاتحاد الروسي وبتنسيق كامل، وأنه مؤطر زمنياً.
في سوتشي برز طريق M4 كخط فصل قوات، وخط نزع السلاح، وخط تحديد مناطق العمليات، ما شكل قيمة لوجستية واستراتيجية للطريق الدولي في توضيح مدى جدية الأطراف بتطبيق الاتفاق، ورفع اليد التركية عن الجماعات الإرهابية، والتوقف عن دعمها، وإفساح المجال للجيش السوري وحلفائه بتحرير إدلب وريفها المتبقي،من كل العناصر الإرهابية.
يسعى الاجتماع الرباعي الدفاعي على الطاولة المستديرة في موسكو، للتكامل مع الاجتماع الرباعي السياسي المتمثل بنواب وزراء الخارجية، وصولاً إلى نتيجة توافقية ملموسة تسمح لوزراء الخارجية في الدول الأربع الجلوس إلى طاولة واحدة تؤخذ فيها قرارات جدية، ومهل زمنية محددة، تريح قلوب شعوب المنطقة وخاصة السوريين الناظرين إلى هذه الاجتماعات كبوابة واسعة لحل أزمتهم التي طالت وطالت معها عذاباتهم.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة