ردعٌ سرمدي… رغم الاستهتار والإجرام
خاص غلوبال – محي الدين المحمد
تستمر إدارة بايدن بالنفاق بكل أشكاله وألوانه للتغطية على الجرائم الإسرائيلية التي تخطت كل ما وصل إليه الفكر الإجرامي عبر التاريخ…ومع العودة السريعة لبوارجها الحربية إلى مياه شرق المتوسط، مدعيةً البحث عن مخارج وحلول دبلوماسية لتهدئة الصراع وإبرام اتفاقات تفضي إلى وقف التصعيد الذي يتخوف العالم أجمع من تبعاته التي قد تجر المنطقة إلى حرب فتاكة.
لقد كانت واشنطن على ثقة بأن مجزرة “إسرائيل” في تفجيرات البيجر والووكي-توكي أواخر الأسبوع الماضي هي مقدمة لجرائم أخرى لا يمكن لـ”إسرائيل” وحدها أن تتصدى لرد قوى المقاومة عموماً، أو حتى ردّ حزب الله عليها، وخاصة بعد تعرض أبناء شعب لبنان ومن كل الطوائف إلى حرب إبادة حقيقية في جريمة سيبرانية غير مسبوقة، تبعها تدمير العديد من الأبنية في الضاحية الجنوبية على رؤوس قاطنيها من المدنيين الأبرياء.
وضمن أسطوانة النفاق المشروخة تنصّلت واشنطن من مسؤوليتها عن تلك المجزرة، ومع اشتداد الغارات والقصف الإسرائيلي على كامل الأرض اللبنانية تجدد عاصمة النفاق تأكيدها “عدم رضاها” عن تلك الجرائم التي قتلت وجرحت في يوم واحد أكثر من ألفي مدني في الجنوب والبقاع وفي بيروت وعلى طرقات السفر.
إن إدارة بايدن على اطلاع يومي بمجريات الحرب في غزة، وفي جبهات المساندة، وتقدم لها ربيبتها “إسرائيل” كل مخططاتها الإجرامية التي تزمع تنفيذها مع كل السيناريوهات المحتملة، وما على واشنطن إلا أن تزودها بالصواريخ والقذائف والقنابل الكفيلة بتحويل الأبراج السكنية إلى ركام على رؤوس ساكنيها من الأطفال والنساء والشيوخ، وبالتوازي تظاهرها بشجب تلك الجرائم أو العمل على إيقافها.
وذلك كله يترافق باستهتار إسرائيلي – أمريكي متزايد بالأمم المتحدة وبالقانون الدولي وبقادة العالم واستنكاراتهم، وليس آخر مظاهر ذلك الاستهتار، ما يقومان به من قصف للمدنيين في لبنان، وبوحشية إدانتها معظم قادة العالم تزامناً مع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث توافد قادة العالم إلى نيويورك لمناقشة أوضاع البشر الأمنية والاقتصادية والمناخية، وللخروج بتوصيات تجنّب البشرية مزيداً من الكوارث الطبيعية والصنعية.
لقد استخدمت “إسرائيل” ومعها أمريكا كل منجزات العصر العسكرية والتقنية، وكل ما لديها من عملاء ووسائل تجسسية لفرض الاستسلام على قوى المقاومة في المنطقة، لكن بعد عام من الحرب المدمرة يشعر قادة الكيان ومساندوهم وشركاؤهم في واشنطن بأنهم عاجزون عن تحقيق أي هدف من الأهداف التي أعلنوها في “السابع من أكتوبر” من العام الماضي، وأن عزيمة المقاومين لم تفتر وإيمانهم بقضيتهم لم يتزعزع، وأن قدرتهم على الصمود والقتال يمكن أن تستمر لعقود رغم كل الإفراط في استخدام القوة وتجاهل كل قوانين الحرب.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة