رفح تحتاج تحركاً لاأمنيات
خاص غلوبال – محي الدين المحمد
لم تنفع مظاهرات شعوب العالم ولا اعتراض ساسته، ولا مكالمات الرئيس الأمريكي بايدن مع نتنياهو في وقف العدوان الهمجي على الشعب الفلسطيني، كما لم تؤثر المناشدات التي أطلقها مسؤولو المنظمات الإنسانية في تغيير موقف حكومة الإجرام الصهيونية في صرف نظرها عن اجتياح رفح.
كذلك لم ينفّذ قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار، فيما بقي التعامل مع رفح يسير وفق شهوات مصاصي الدماء في تل أبيب الذين لم يرف لهم جفن من تهديدات تقديمهم لمحكمة العدل الدولية كمجرمي حرب.
والأسباب لهذا التعنّت الإسرائيلي باتت معروفة، ولعل أهمها تزامناً مع مكالمة بايدن- نتنياهو على الأثير يوم السادس من أيار، أن بايدن والإدارة الأمريكية يتظاهران بأنهما ضدّ شنّ عملية عسكرية واسعة على رفح، ولا يخفيان موافقتهما على شنّ عملية عسكرية لا حدود لإجرامها وفق شروط منها إخلاء المدنيين من رفح.
على الرغم من أن واشنطن تدرك أن الترحيل القسري للسكان للنازحين من رفح هو جريمة حرب، وأنه لا خطة مقنعة لدى حكومة الإجرام الصهيونية لحماية المدنيين سوى منشورات الطائرات الحربية وصواريخها التمهيدية كطريقة إنذار للسكان الآمنين بمغادرتها إلى مكان آخر لن يكون أقل خطراً حتى لو كان تحت وصاية المنظمات الإنسانية.
إن “إسرائيل” تنفذ عمليتها على نار متصاعدة، وإدارة بايدن وعواصم الغرب تتفرج وتتظاهر بالرفض، أما المفاوضات في الدوحة والقاهرة حول تبادل الأسرى والتهدئة وانخراط المسؤولين الأمريكيين فيها، وحتى ردود حماس الإيجابية، فإنها لا تعني شيئاً لحكومة نتنياهو.
هذا كله يدفع الكثيرين للتساؤل عن الموقف العربي الذي لايزال حتى الآن مجرّد عباراتٍ دبلوماسية تأكدت “إسرائيل” وداعموها بأنها تصريحات العاجزين المتنازلين عن أوزانهم السياسية والاقتصادية والعسكرية.
لهذا كله وبمزيد من الأسف يمكننا القول، إن حرب الإبادة الإسرائيلية مستمرة، وإن رفح التي يحذّر العالم من إجتياحها هي في عين العاصفة الآن، وإن أحداً لن يسأل عن الأمن القومي العربي الذي تهدّده “إسرائيل” وأمريكا مهما تصاعد الخطر، لطالما لم يعتبر العرب أن الصراع مع “إسرائيل” هو صراع عربي- إسرائيلي، وليس صراعاً إسرائيلياً- غزاوياً.
على العرب جميعاً وفي هذه اللحظة أن يبحثوا عن الحلول الجدية، وأن يعوا جيداً بأن من يناصر “إسرائيل” هو عدو لا يقل خطراً أو تهديداً لأمنهم ولوجودهم، وأنهم جميعاً معنيون؛ لأن الدمار الذي نراه في غزة يمكن أن تكرّره “إسرائيل” وبدعم أمريكي في دولهم عندما تخلق أمريكا الذرائع الموجبة عدوانها.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة