خبر عاجل
انخفاض في أسعار الفروج واستقرار بأسعار اللحوم… مدير التجارة الداخلية بدير الزور لـ«غلوبال»: تخضع لمبدأ العرض والطلب رغم الردع… فضائيات تبثّ السمّ إجراءات خاصة لتسهيل معاملات المعاقين وتخصيص كوة لهم… مدير نقل حماة لـ«غلوبال»: مرسوم سيارات المعاقين سيطبق بعد صدور تعليماته التنفيذية فيلم “يومين” ل دريد لحام في افتتاح “مهرجان الاسكندرية السينمائي” استجابة سريعة ومنظمة للوافدين من لبنان… عضو المكتب التنفيذي المختص بطرطوس لـ«غلوبال»: أكثر من عشرة آلاف وافد داخل المحافظة العمل ثم العمل.. لا الخطب والكلام المعسول!  المحترف السوري مالك جنعير يظهر في دوري أبطال آسيا للنخبة نحو 124 ألف إجمالي الوافدين عبر معبر جديدة يابوس… عضو المكتب التنفيذي بريف دمشق لـ«غلوبال»: مستمرون بتأمين كافة متطلباتهم شكاوى من تجميع حاويات القمامة بين الأبنية السكنية… رئيس المجلس البلدي ببيلا لـ«غلوبال»: نختار الأماكن المناسبة لوضعها انخفاض ملموس على درجات الحرارة… الحالة الجوية المتوقعة
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

رمضان والغلاء هل من إجراء للبيع بأقل من التكلفة؟

خاص غلوبال – هني الحمدان 

الجميع أصبح على قناعة تامة أن الحلول للعديد من الأزمات الاقتصادية والمالية والمعيشية صعبة جداً، مع تشعب المشاكل وقلة الإيرادات أمام ضعف وندرة الحلول وعدم شموليتها، ولكن هناك من يؤمن أن هناك حلاً وعلاجاً لجميع المشاكل والتحديات والأمراض التي تُواجهنا، وهذا لا يعني بالضرورة أنَّ تجارب وأعمال الآخرين وخطط الحكومات في بلدان تعرضت لأزمات كلها كانت ناجحة كما يجب، منها قد توصّل إلى تقديم العلاج الناجع لكل مرض وبنسب عالية، وبعضها ليس بتلك النسب المرضية..!.

ولكن ومع كل حالة مرضية فهناك بحوث ودراسات وتجارب تسهم في سبر غور الكثير من التحديات والصعاب لكشف جوانب الغموض، عل بذلك يقود إلى التوصل لنتائج مذهلة في مجالات شتى، ما يجعل الأخذ بناصيات العلم والتجارب جانب مهم في حياة الشعوب، ومقصداً أساسياً في الحياة ومكملاً لحياتنا، فلا استغناء ولا حتى تخاذل في أهميةِ تكريسِ كل الطاقات والجهود في سبيل تطوير العمل والعلم والسعي للحصول عليه، لأنه الضمانة الوحيدة لتقدم عالمنا والتوصل لما يفيد حياة البشر من خلال سلك طرائق معالجات تخفف عليهم الحياة وثقلها، وهكذا فان السعي الدائم والتفكير العلمي من خارج الصندوق قد يسهم في إيجاد الكثير من العلاجات لأمراض جديدة وأنماط مستحدثة، ربما لم تكن موجودة في الماضي ولم تصادف معيشة العباد ولا بعض الحكومات.
 
مادفعنا إلى هذه الاستهلالية، مناسبة روحانية على العباد، ألا وهي قدوم شهر رمضان المبارك بعد أيام قليلة، وما يستدعيه من رصد ميزانيات مالية قبل الاستعدادات النفسية والروحية، وبوقت  أصبحت أعباء المعيشة غالية جداً، حيث أنه كما هو معلوم للجميع إن أقل طبخة  لأسرة متوسطة تحتاج مابين مئة إلى مئتي ألف كل يومين، وباختلافات وتباينات طبعاً.

الأمر الذي يستدعي من الجميع كيفية الخروج بأقل الأعباء، الحكومة أعلنت ونادت كعادتها مع قدوم كل مناسبة، وهي تعرف ضمناً مدى قسوة الحياة وصعوبة شراء بعض الاحتياجات الأساسية، هي  قامت بكل ما عليها فعله، ضرورة توافر السلع والمواد، وضرورة مراقبة الأسعار، وضرورة تقيد التجار  والباعة بأسعار مبيع معتدلة وغيرها، فهل هذا بالإجراء الكافي؟ وهل زيارات بعض الوزراء للأسواق وأماكن تموضع سلع وغذائيات المواطن يكفي؟ وهل مناداة رجال غرف التجار والصناعة لإقامة المبادرات يكفي أيضاً؟.

نأمل أن تكون تلك المساعي والمطالبات مجدية وتترك أثراً، فالمواطن اليوم لم يعد قادراً على شراء أقل ما يمكن، كل شيء غلا سعره قبل حلول الشهر المبارك، ومن يرقب الأسعار اليوم يرى العجب العجاب..!.

بالعادة تفرض الأيام الرمضانية واقعاً تسوقياً وعبئاً على ميزانية الأسر، وإنه لمن المؤسف جداً، أن تمثل فاتورة إنفاق المستهلكين في شهر رمضان المبارك بأعوام مضت وعلى السلع (التموينية والاستهلاكية)، نسب تختلف عن النسب المعهودة كل شهر، لكن الواقع أن النسب قد تتأثر وتأخذ منحى تراجعياً بسبب ضعف السيولة وفقدانها رغم اشتداد الحاجة الماسة للأكل والشراب.

فالسلوك الاستهلاكي الذي اعتدنا عليه كثيراً كما جمهور المستهلكين الواسع، في هذا الشهر سيتغير، ولم نعد نشهد ذاك الإقبال بل الهجوم على الأسواق وشراء كميات كبيرة وبشكل مفرط من الأغذية والمشروبات، وهذا يجب أن يلزم التاجر والصناعي بطرح أصناف وتشكيلة مناسبة سعراً وجودة، عل تخفيض السعر المأمول من جانب المنتجين – والصعب إجراؤه – يخلق إقبالاً من المستهلك.

رجال الأعمال والصناعيون قادرون على تدخل إيجابي ملحوظ أكثر من مؤسسات الدولة لو أرادوا التدخل الكامل، ولو خلال هذا الشهر فقط، من خلال طرح سلل غذائية لأسر فقيرة وما أكثرها، منخفضة السعر وبسعر التكلفة فقط وفق اشتراطات ومؤطرات تصل السلل للمستحقين وتكسر حدة الغلاء  المستشري في الأسواق، ولماذا لا تبادر مؤسسات الدولة أيضاً بطرح السلع الغذائية وبأسعار أقل من تكلفتها كتدخل إيجابي رمضاني..!.

الواقع المعيشي مؤلم وقاس، ولايحتاج  لخطابات وزيارات وندوات، يحتاج لبناء  تشاركات تدخلية مع رؤوس الأموال والتجار، وتكون الحكومة حاضرة ولو بشكل استثنائي ملموس خلال الشهر.

أمر مستهجن بحق عندما ترى تاجراً أو شخصاً لديه أموالاً ضخمة يدعم أو ينتج مسلسلاً تلفزيونياً يعالج مشاكل تافهة مثلاً، ويعلن لأعمال هابطة وربما  مخجلة..!.

أين المسلسلات مثلاً التي تحفز المواطن والمسؤول والتاجر والصناعي والطالب  على كيفية القضاء على الفقر والمرض والجهل والبطالة؟، وأين أعمالنا الفنية التي تشجع شبابنا على تطبيق مبادئ العمل عبادة، والنظافة من الإيمان والإتقان من الإحسان، وتحذرهم من مخاطر الأفكار الضالة والإشاعات الهدامة، والنهي عن اللحاق بتعاطي وتجارة الحشيش،  وتحضهم على حب الوطن وتحصين الذات بالعلم والمعرفة، وتنبههم إلى مساوئ العبث والفساد والتخلف.

بل أين مسلسلاتنا الفذة التي توضح حقيقة شهر الصيام، الذي جاء لتهذيب الروح والجسد قبل تأديب الفم والمعدة، وبذل العطاء في العمل بدلاً من النوم والكسل، وإطعام المسكين وكفالة اليتيم بدلاً من تحطيم الأرقام القياسية في الإسراف على الطعام أو سهر الليالي مع مسلسلات الفنانين عند الشرائح الميسورة، ركزوا على جوع المواطن واعملوا على تذليل كل الصعاب من أمامه!.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *