زيارة الرئيس الأسد إلى الصين أبعاد اقتصادية متكاملة… باحث في الشؤون الصينية لـ«غلوبال»: مبادرة الحزام والطريق أهم مشروع استراتيجي عالمي يربط بين البلدين
خاص دمشق – بشرى كوسا
تشكل زيارة السيد الرئيس بشار الأسد محطة استراتيجية في مسار العلاقات السورية- الصينية، وخاصة في البعد الاقتصادي منها في ظل عقوبات اقتصادية غربية جائرة فرضت عليها.
الباحث في الشؤون الصينية ورئيس تحرير طريق الحرير يعرب خير بيك أكد بأن هذه الزيارة تعتبر تاريخية لعدة أسباب، أولاً، أن العالم يشهد انقسامات واضحة حادة المعالم حيث تأخذ سورية مكانها من هذا العالم، وقد تم تأكيده بتوقيع شراكة استراتيجية هامة بينها وبين الصين.
وفي تصريح لـ«غلوبال» أوضح خير بيك بأن سورية تمر بظرف اقتصادي هو الأصعب نتيجة الحصار الاقتصادي، كما أن هناك تحشيداً لحرب ثلاثية المحاور عليها(أمريكا- إسرائيل- تركيا)، ولذلك تأتي هذه الاتفاقية في وقت مهم تحتاجه سورية من قبل أهم قوة اقتصادية في العالم.
وأضاف خير بيك: إن سورية والصين تربطهما أهم مشروع استراتيجي في العالم وهي “مبادرة الحزام والطريق” والذي يعطي سورية عدة مميزات منها، أولاً الخط الذي يربط من معبر البوكمال إلى مرفأ طرطوس، محاطاً بكافة التجهيزات اللوجستية والمعامل ومصادر الطاقة البديلة، حيث سيشكل أحد أهم المشاريع الحيوية الحقيقية كمعبر لنقل البضائع من الشرق إلى أوروبا، وما سيحمله من فائدة اقتصادية كبرى لسورية، إضافة إلى أهمية البنك الخاص بمبادرة الحزام والطريق لدعم الاستثمارات، وثالثاً تعطي المبادرة بالنسبة للصين ميزة تنافسية كونه سيسمح بوصول البضائع بأقل تكلفة وأقل وقت.
وأشار خير بيك إلى أن الزيارة ذات بعد اقتصادي كامل، فالوفد التجاري المرافق وفد كبير يضم مجلس الأعمال السوري- الصيني برئاسة رئيس المجلس محمد حمشو، ووزير الاقتصاد محمد سامر الخليل.
وبالتالي فالاتفاقيات التي سيتم توقيعها لدعم اتفاقيات سابقة وضعت الخطوط الأولى لها، منها اتفاقية الطاقة البديلة في ريف دمشق كواحدة من أكبر المشاريع في الشرق الأوسط، ومعمل الاسمنت، ودعم محطات الكهرباء والتي تم تنفيذ بعضها في محافظات حلب ودمشق، ودعم قطاع الاتصالات، ودعم قطاع الصناعة والزراعة.
وختم خير بيك بالإشارة إلى أن العلاقات السورية- الصينية ليست جديدة، فسورية أول دولة عربية اعترفت بجمهورية الصين الشعبية، وقد كان مقرراً عام 2008 أن تكون سورية معمل الصين في الوطن العربي في مدينة عدرا العمالية، ولكن الحرب الإرهابية التي تعرضت لها سورية أدت إلى توقف المشروع.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة