زيارة الرئيس الإيراني محطة مهمة في ظل تحولات المشهد الإقليمي… المستشار الثقافي في السفارة الإيرانية لـ«غلوبال»: ستكون للزيارة نتائج إيجابية ملموسة على الشعب السوري

خاص دمشق – بشرى كوسا

تعد زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى دمشق محطة مهمة في تاريخ العلاقات السورية الإيرانية التي تعود إلى عقود مضت، كذلك فإن هذه الزيارة تطوي صفحة الحرب في سورية، لتبدأ أولى خطوات عملية إعادة الإعمار تكون فيها طهران شريكاً أساسياً.

المستشار الثقافي في السفارة الإيرانية بدمشق حميد رضا عصمتي تحدث عن أهمية الزيارة، مؤكداً بأنها جاءت في ظل تحولات مهمة في المشهد الإقليمي، وبعد انتصار سورية في معركتها على الإرهاب، بدعم ومساندة إيران الحليف الاستراتيجي المشارك في القضاء على الإرهاب على الأراضي السورية.

وفي حديث لـ«غلوبال» أشار عصمتي إلى أن هذه الزيارة جاءت لترتقي بالعلاقات السورية الإيرانية إلى مستوى أعلى وخاصة في الملفات الاقتصادية.

وأوضح عصمتي بأن العلاقات السياسية والعسكرية بين البلدين كانت مميزة خلال العقود الماضية، والآن توجت بتوقيع مجموعة من الاتفاقيات الاقتصادية في العديد من المجالات، وبالتالي فإن العدو يحاول من خلال الحصار الاقتصادي الذي فرضه على سورية الحصول على ما لم يستطع الحصول بالسياسة، وهذا التحالف اليوم رداً على المؤامرات الجديدة.

كما تحدث عصمتي عن ظروف الوضع المعيشي الصعب وتأثر قطاعات الطاقة والكهرباء بالحصار الاقتصادي الذي تعيشه سورية، منوهاً بأن إيران كما لم تترك سورية خلال الحرب الإرهابية عليها كذلك لن تتركها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وبالتالي ستكون لهذه الزيارة نتائج إيجابية ملموسة على الشعب السوري، مثلاً هناك اتفاقيات في مجال الكهرباء ستؤدي إلى تحسين وضع الكهرباء في دمشق وبقية المحافظات، إضافة إلى استمرار تزويد سورية بالمحروقات ضمن الخط الائتماني السوري الإيراني، كذلك سيقوم القطاع الخاص الإيراني باستثمارات للمساهمة في تحسين وضع السوق السورية.

وحول انتقادات الولايات المتحدة لزيارة الرئيس الإيراني لسورية، أكد عصمتي أن أفضل رد ما جاء على لسان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، وهو ما تعيده طهران منذ انتصار الثورية الإسلامية الإيرانية، نقول لأمريكا: فلتنزعجي ولتموتي بغيظك.

ونوّه المستشار الثقافي في السفارة الإيرانية بدمشق إلى الجانب الثقافي بين البلدين، مؤكداً بأن كلا الشعبين يمتلك حضارة وثقافة ضاربة بجذورها في عمق التاريخ، وبالتالي هناك الكثير من المقومات المشتركة، ولكن هناك بعض الصعوبات نتيجة ظروف الحرب وأسباب أخرى جعلت التبادل الثقافي في حدوده الدنيا، وكذلك تراجع عدد السياح الإيرانيين إلى سورية خلال 13 عاماً من عمر الحرب في سورية ولذلك نتأمل أن تسهم هذه الزيارة في تنشيط الجانب الثقافي والسياحي بين البلدين.

يذكر أن هذه الزيارة هي الأولى لرئيس إيراني إلى سورية منذ عام 2011.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة