سائقو “السرافيس” يتكاتفون للتهرب من الـ”جي بي أس”… مدير التسعير في التجارة الداخلية بحلب لـ«غلوبال»: 60 ضبطاً منذ بداية العام الحالي وعقوبات “خربان بيوت” للمخالفين
خاص حلب – رحاب الإبراهيم
لا يمر يوم تقريباً إلا ويضبط سائقون بتهمة التلاعب بـ”الجي بي أس” في مدينة حلب، رغم تشديد العقوبة وتعاون الجهات المعنية بهذا الملف لضبط هذه التجاوزات المستمرة، المتضرر الأول والأخير منها المواطن نتيجة عدم تقيد وسائل النقل في خطوطها وعدم وجود بدائل كافية و”رحيمة” على الجيوب، علماً أن أزمة النقل في العاصمة الاقتصادية تعد أخف وطأة من محافظات أخرى كدمشق.
مخالفات أصحاب السرافيس وصلت إلى التكاتف والتعاون فيما بينهم للتهرب من التقيد بالنظام والقوانين عبر الالتزام بخطوط النقل المكلفين بتخديمها، وضمان حصولهم على مخصصاتهم من المازوت المدعوم بذات الوقت والمتاجرة بها، لكن استنفار المؤسسات المختصة لمراقبة عمل السرافيس وضمان تأمين النقل للمواطنين غالباً يكون لهم بالمرصاد، وخاصة في ظل الاهتمام الكبير المولى للرقابة على وسائل النقل لضبط المخالفات المتزايدة، حيث تتكشف تباعاً أساليب وطرق المخالفين التي قد لا تخطر على بال أحد، وآخرها كان ضبط سيارة بداخلها 17 جهاز gpc تعود لسرافيس متنوعة الخطوط بغية سرقة المخصصات من المازوت المدعوم والمتاجرة بها في السوق السوداء، وبناء عليه أحيل المخالفون إلى القضاء مع تغريمهم بـ 236 مليون ليرة، هذا الرقم الكبير يبدو أنه ليس كافياً لتوقف السائقين عن آلاعيبهم، فالربح الكبير يجعل المخاطرة واردة بحساباتهم حتى لو تسبب ذلك بدخول السجن، كون عقوبة جرم التلاعب بالـ”جي بي إس” والمتاجرة بالمازوت المدعوم تتخطى دفع المبالغ المالية إلى الحبس لمدة تقارب 7 سنوات.
تركيز كبير
مدير التسعير في مديرية حماية المستهلك والتجارة الداخلية بحلب ممدوح ميسر أكد لـ«غلوبال» أن مراقبة عمل سائقي الباصات الصغيرة “السرافيس” والتزامهم بتركيب الـ”جي بي إس” يشكل أولوية لمديرية التجارة الداخلية بحلب، التي تركز بشكل كبير على هذه المسألة الهامة منذ نهاية 2023، وخاصة بعد لحظ المخالفات المستمرة للسائقين، الذين يظنوا أنهم خارج السيطرة ولا تستطيع الجهات المعنية كشفهم ومتابعتهم.
وأشار ميسر إلى ازدياد وتيرة هذه التجاوزات خلال الفترة الماضية بغية الاتجار بالمازوت المدعوم، وتحقيق أرباح كبيرة من دون الاشتغال على خطوط النقل المكلفين بتخديمها، لكن تعاون دوريات الرقابة مع الجهات المعنية الأخرى من فرع المرور وشركة المحروقات “سادكوب” يحقق نتائج هامة في ضبط المخالفين، إضافة إلى الشكاوى الواردة من المواطنين بحق السرافيس التي لا تلتزم بخطوطها، وبناء عليه نظم منذ بداية العام الحالي أكثر من 60 مخالفة ضبط بتهمة التلاعب بـ”الجي بي إس” والاتجار بمادة مدعومة.
“خربان بيت”
وأكد ميسر على العقوبات المشددة التي تنتظر المخالفين والتي تصل إلى السجن لمدة 7 سنوات وغرامات مالية كبيرة مع حجز المركبة لمدة شهر، فعلى قوله العقوبات فيها “خربان بيت”، الأمر الذي يستلزم من أصحاب المركبات الكف عن هذه المخالفات والالتزام بخطوط السير المكلفين بتخديمها كيلا يتعرضوا لهذه العقوبات المشددة.
ولفت ميسر إلى أن دوريات الرقابة تؤدي عملها في متابعة “السرافيس” والتزامها بخطوط سيرها ومتابعة أي شكوى تردها حول عدم تقيد السائقين وقيامهم بأي مخالفة، لكن يبقى ذلك ضمن الإمكانات المتاحة وبالتعاون مع الجهات المسؤولة الأخرى.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة