سعر صرف الدولار يقترب من عشرة آلاف ليرة… خبير اقتصادي لـ«غلوبال»: التجار يسعرون بسعر صرف أكثر من السوق ب 30 و 50%
خاص دمشق – مادلين جليس
يبدو أن توقعات الخبراء التي تحدثت عن رفع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية ليتجاوز العشرة آلاف ليرة خلال أقل من أسبوع أصابت الحقيقة وبفترة لا تتجاوز الأيام، فبعد ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة لثلات مرات متتالية خلال أقل من أسبوع، عاود سعر صرف الدولار الارتفاع حيث حدده مصرف سورية المركزي ب 9900 ليرة للدولار الواحد.
ولاشك فإن هذا الارتفاع لكن يكون مجرد رقم بل سينعكس سلباً وبشكل كبير على المستوى العام للأسعار، والتجارب السابقة خير دليل على ذلك.
وهو مايؤكده الخبير الاقتصادي الدكتور علي محمد الذي بين أنه وحين الحديث عن تأثير سعر الصرف على المستوى العام للأسعار لابد من العودة للماضي القريب أو العقد الأخير، فمع كل تغير في سعر صرف الليرة السورية كنا نشهد تغيراً في المستوى العام للأسعار وهو ما ينعكس مباشرة على تغيير ورفع أسعار المواد الغذائية وغير الغذائية الموجودة في الأسواق.
وأكد محمد لـ«غلوبال» بأنه سواء أكانت هذه المواد مستوردة (والتي يشرع لها أن ترتفع أسعارها نتيجة لانخفاض سعر الصرف الليرة أمام الدولار) وإن كانت غير مستوردة ومنتجة محلياً فإنه يتم المحاكاة بنفس النسبة لعدة أسباب، منها أن الإنتاج في حدوده الدنيا والمواد تكون إما مستوردة أو بعضها منتج محلياً بالكامل أو بعضها يدخل في إنتاجها مواد أولية مستوردة، وبالتالي فإن نسبة الرفع في هذا الموضوع لايمكن جزمها مالم تتوافر بيانات دقيقة عن كافة الخدمات والسلع الموجودة في السوق.
وحول آلية التسعير أشار الخبير إلى أن التاجر عندما يقوم بالييع والتسعير فإنه يسعر على سعر صرف معين يكون غير المتداول في السوق (الموازي أو السوداء) بيعاً وشراء بسعر أعلى، مشيراً إلى أن الفارق بين السعر الذي يتم التسعير عليه وبين السعر في السوق الموازي تتراوح نسبته بين 30 إلى 50%، فعندما يكون سعر الصرف 5000 ليرة في السوق الموازي كانت السلع تسعر على أساس 7000 ليرة أو 7500 ليرة.
وأكد محمد بأن هامش تقلب سعر الصرف هو المبرر الأول للتجار، ولاسيما أنهم يرون انخفاضاً متتالياً لسعر صرف الليرة السورية في السنتين الأخيرتين، مشيراً إلى أنه ومنذ عدة أشهر كانوا يرون انخفاضاً كل فترة ربما بشكل شهري أو ربعي، وبالتالي كانوا يضعون هامش التقلب لأنهم سيصلون إلى المرحلة التي يتوقعون وصول سعر الصرف لها، لكن اليوم نتيجة الانخفاض المتتالي لسعر صرف الليرة فإن هامش التقلب يتم احتسابه بشكل يومي، بما يفوق القيم التي نسمعها في السوق السوداء.
وبالتالي وبحسب الخبير فإن التأثير سيكون كبيراً جداً على أسعار السلع والخدمات الموجودة في السوق نتيجة التقلبات في سعر صرف الليرة السورية والذي أضحى لدى العامة ولدى التجار ولدى الجميع هو المؤشر على القوة الشرائية للدخل، وبالتالي هو المؤشر على كيفية تمكن الشخص من الحفاظ على مستوى معيشي جيد وعلى مستوى تجارة دون انخفاض.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة