سلطات الاحتلال الإسرائيلي تدخل على خطّ الاحتجاجات بالسويداء: ندعم الانفصال
على رغم تراجُع موجة الاحتجاج الأخيرة في محافظة السويداء، وفشل بعض الأطراف المعارِضة في توظيفها لصالح مطالب سياسية تتجاوز مسألة رفع الدعم عن شرائح من المواطنين، والتي شكّلت الشعار الرئيس لتحرّكات الأيام الماضية، إلّا أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لم تجد بدّاً من الدخول على خطّ الاحتجاجات، لإحياء مطالب قديمة – جديدة، مؤدّاها «فدرلة الجنوب»، وتشكيل «إدارة ذاتية درزية» على حدود فلسطين المحتلّة.
في هذا السياق، انتدبت حكومة الاحتلال الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في فلسطين، موفق طريف، إلى موسكو لينقل مطالبها، التي لا يبدو أن الروس في وارد طرحها مع دمشق، وإن كان انطلاق اللعب الإسرائيلي العلني بـ«الورقة الدرزية» سيشكّل مادّة رئيسة في الحوار بينهم وبين السوريين.
في تفاصيل “الأخبار اللبنانية”، بعدما طلَب، عبر وزارة الخارجية الإسرائيلية، زيارة إلى موسكو للقاء المسؤولين فيها، حطّ الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في فلسطين، موفق طريف، في روسيا، حيث اجتمع بمبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، والمبعوث الرئاسي الروسي الخاص لشؤون التسوية السورية ألكسندر لافرينتييف، وبحث معهما عدّة ملفّات تبدأ من «وضع خاص للطائفة الدرزية في الدستور السوري»، وصولاً إلى فتح «معبر آمن» بين السويداء والأردن بتنسيق ما بين دمشق وعمّان، بحجّة تأمين وصول المساعدات إلى المحافظة لتجاوز الأزمات الاقتصادية وتحسين الوضع المعيشي فيها.
على رغم أن الروس وعدوا طريف بمناقشة هذه الملفّات مع دمشق، إلّا أن مصادر «الأخبار» تؤكد أن هذا الأمر «لن يتمّ»، وأن ما طالب به الرئيس الروحي لدروز فلسطين «يُعتبر تدخّلاً في شأن داخلي بحجّة الوضعَين الإنساني والاقتصادي».
وبحسب المصادر، فإن موسكو تعاملت مع زيارة طريف بجدّية عالية، غير أن ما طلبه منها «لن يُصرف على أرض الواقع، إذ لن تذهب هي إلى طرح إمكانية تنفيذه على دمشق».
ومع ذلك، من المتوقّع أن تبدأ الحكومة الروسية الأخذ في الاعتبار أن «الإسرائيليين شرعوا في اللعب علناً بالورقة الدرزية، بالتالي لا بدّ من مناقشة هذه النقطة مع الحكومة السورية لتجنّب تعقيدها من خلال الطروحات التي قد تأتي لاحقاً من الدول الداعمة للمعارضة، أو التي تعمل على تعقيد الملفّ السوري على الأرض، كما هي حال القوات الأميركية التي تنطلق في ممارساتها من وجودها العسكري في شمال شرقي سورية».
من جهتها، تؤكد مصادر في السويداء، لـ«الأخبار اللبنانية»، أن «مشايخ العقل في المحافظة لم يتواصلوا مع طريف بأيّ شكل كان ليتمّ تكليفه بالحديث مع الروس نيابة عنهم، كما أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها المحافظة لا تشكّل حجر أساس في المطالبة بدسترة وضع خاص للطائفة دوناً عن بقية المكوّنات الموجودة في المجتمع السوري». وتضيف المصادر أن «دمشق لا يمكن أن تقبل محاولات اللعب على الوتر الإنساني والوضع الاقتصادي في المحافظة، بعدما تعاملت بعقلانية مع الاحتجاجات الأخيرة، ومنعت أيّ احتكاك من قِبَل القوى الأمنية مع المحتجّين»، كذلك، تؤكد المصادر أن المرجعية الدينية في المحافظة «ترفض محاولات الصيد في المياه العكرة من قِبَل أيّ طرف خارجي، بما فيها الشخصيات الدينية».
ختمت “الأخبار”، وفقاً للمعلومات التي حصلت عليها طريف يلعب «دوراً مفصلياً في تأمين وصول أموال تُستخدم في تسليح الفصائل المشكَّلة من رجال دين في السويداء».
طريقك الصحيح نحو الحقيقة