سهرة براتب أربع سنوات دون ”كازوزة“؟
خاص غلوبال – زهير المحمد
في اجتماع عائلي هادئ على ضوء اللد الباهت عاتبتني الأسرة على هذه الرتابة المملة في حياتنا التي لانعرف فيها الخروج من البيت إلا للعمل أو لشراء المواد الغذائية الأساسية، فقلت لهم كلامكم صحيح وحقكم في رقبتي اطلبوا وتمنوا، فقالوا نريد أن تأخذنا إلى إحدى الحفلات الموسيقية، ولاسيما أننا لم نعد نستمع ونشاهد المطربين والمطربات بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء.
واقترحوا بأن نحضر حفلة لمطرب أو مطربة من الدرجة الثالثة أو الرابعة، يعني بعيداً عن نجاة وميادة وهاني شاكر وشمس الغنية، وحتى لو كانت المطربة ممن حظرتها نقابة الفنانين من إقامة الحفلات في بلدنا، وبعد بحث وتدقيق وتمحيص تبين بأن حفلة تلوح في الأفق(وع قد بساطنا سنمد رجلينا كما يقول المتل) واعتقدنا بأننا وجدنا ضالتنا حتى دخلنا في التفاصيل.
وفي (التفاصيل تكمن الشياطين) ووجدنا بأن بطاقة الدخول للشخص الواحد تبلغ مليوناً ومئتي ألف ليرة سورية، وأن حضور عائلتي المكونة من أربعة أشخاص تكلف راتبي لأربع سنوات بالتمام والكمال، مع احتمال بأن نستطيع شراء ”كازوزه“ لكل منا في نهاية الحفلة بشرط ألا نشتريها من مكان الحفلة وإنما من كولبة عالطريق….فهل هذا معقول؟.
وبصوت واحد جاوبوني بأنهم لايريدون الذهاب إلى الحفلة وبأنهم يقبلون بمشوار مسائي إلى الحديقة، ولايمانعون من شرب عبوة من الكازوز بشرط أن تكون باردة فقلت لهم( استبينا)لكن من أين نأتي بشراب بارد والكهرباء مقطوعة ياأوادم؟.
وهاأنا أسأل نفسي هل بطاقات الحفلة غالية حتى تلتهم راتب أربع سنوات، أم إن الراتب بات ضئيلاً إلى هذا الحد المخجل أم الأمرين معاً لكنني حتى الآن لم أعثر على الجواب؟.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة