سورية تعيش ظروف استثنائية، فهل تكون القرارات استثنائية في قادم الأيام؟
يعيش الشارع السوري هذه الأيام مرحلة جديدة من المعاناة، وعلى ما يبدو أنه رغم كل الاختناقات السابقة التي حصلت خلال السنين الماضية، كانت طامّتها الكبرى فيما يعيشه السوريون اليوم بعد رفع أسعار المازوت.
قد تقولون أن هذه الزيادة ليست بجديدة، ولكن هذه الزيادة كانت كما يقال “القشة التي قصمت ظهر البعير“، لأن راتب الموظف ورغم الزيادة الأخيرة في الرواتب بات لا يكفيه فقط أجور المواصلات والخبز.
هذا الأمر، بدأ يأخذ صداه على مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأت أحاديث الناس عن حلول تحت مسمى “إدارة الأزمات”، حيث دعا الكثير من المواطنين في ظل الازدحام وأزمة النقل الخانقة، لإيجاد حلول للموظف القادر على ممارسة عمله من منزله.
الصحفية وفاء محمد في موقع سناك سوري، توقفت عند هذا الموضوع أيضا، معلقة على إعادة جهاز البصمة للعمل في عدد من المؤسسات مثل المالية والمركز الإذاعي والتلفزيوني في اللاذقية، متسائلا: “لماذا قرار التشديد على الدوام اليوم؟ و ما الذي يمنع الصحفي على سبيل المثال من ممارسة عمله من منزله؟، ولماذا الإصرار على حضوره لدوامه الرسمي كل يوم، فقط ليبصم مرتين واحدة صباحاً وأخرى بعد الظهر، ذلك المقعد في السرفيس الذي احتاجه للوصول إلى عمله، يحتاجه شخص آخر مثل طالب الجامعة لأمر أكثر أهمية، فالطالب لا يستطيع حضور محاضرته في المنزل، أو إجراء الامتحان مثلاً”.
وقالت محمد: “نعم الظروف الاستثنائية التي نعيشها، تفرض علينا تفكيراً مشابهاً، تفكيراً حتى في مقعد السرفيس ومنحه لمن هو بحاجة له أكثر من الآخر، إنها ظروف العقوبات والحصار التي يتذرع بها المسؤولون، دون أن يحق للمواطن التعبير عن تبعاتها عليه”، مضيفا: “ما الذي يمنع في مؤسسات خدمية مثل المالية والسياحة (فرض فيهما الدوام مؤخراً)، أن يتم تقاسم الدوام على موظفي القسم الواحد ضمن مناوبات معينة يختارها رئيس القسم، هل بتنا سنسمع اليوم كلمات مثل الحاجة لوجود الموظفين، بينما كان السائد سابقاً سماع تصريحات من نمط البطالة المقنعة؟!، لماذا لا نستفيد من تلك البطالة المقنعة اليوم في تخفيف الأعباء على الموظفين قليلاً”؟
وتساءلت الصحفية وفاء محمد: “هل هي حالة تعجيزية، وماذا تريد الحكومة أن تقول لنا من فرض الدوام والتشدد به في ظل كل ما يعانيه الموظف من مآسي وويلات الحرب، أين المرونة في التعامل ضمن هذه الظروف الاستثنائية كما يطيب للمسؤولين تسميتها؟
هنا نحن لسنا بصدد التقوية على تلك الدعوات، بقدر ما هو تسليط الضوء على أحد الأمثلة في سياق إدارة الأزمات والحروب، وهذا معروف أنه في كل العالم، الظروف الاستثنائية، تفرض قرارات استثنائية، علّ الأيام القادمة تحمل لنا تباشير الخير على كافّة الصعد.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة