سورية والصين …شراكة استراتيجية
خاص غلوبال – هني الحمدان
قمة ثنائية لعلاقة استراتيجية توجت بلقاء كبير بين الرئيسين السوري والصيني تبلور عن وضع أسس ومرتكزات لعلاقة من التعاون الكامل بشتى المجالات تؤسس لطريق قوي حيث التفاهم والدعم، ولاسيما أن الصين تمثل دولة كبرى باقتصادها ومواقفها المحبة للسلام، وفي ظرف يشهد العالم فيه تموجات ومتغيرات وظهور عالم أقطاب جديد، يحتم على الدول أن تختار طرق نمو وانتعاش اقتصاداتها من خلال عقد التفاهمات ورسم الخطوط والبرامج التي تسهم في صياغة اتفاقيات تعود بالنفع على شعبي البلدين،وخاصة على سورية.
لقد اتسمت العلاقات السورية – الصينية على مر تاريخها بالثبات في المواقف المشتركة، مستندة إلى أسس راسخة من التعاون والتفاهم والوضوح، متجاوزة بعمقها التحديات كافة التي مرت بالمنطقة ومناطق أخرى في العالم، لتؤكد صلابة هذه العلاقات والأرضية المشتركة من التفاهم والتناغم تجاه القضايا التي تتلاقى من خلالها المصالح.
إن تواجد الرئيس الأسد في زيارة خاصة إلى دولة الصين العظيمة ولقائه بالرئيس الصيني يأتي امتداداً للقاءات والعلاقات السابقة، والتي تترجم تطور هذه العلاقات وتقاربها في مختلف المجالات بما ينعكس على تحقيق الاستقرار والازدهار للدولتين وللشعبين، وفتح صفحة أشمل وأوسع للعمل مستقبلاً.
ولا شك بأن حجم التأثير الذي تحمله سورية والصين إقليمياً ودولياً، بثقلهما السياسي والاقتصادي والعسكري للصين يحمل في طياته الكثير، باعتبار الدولتين ركيزتي سلام تكسوهما الحكمة والاتزان والمصداقية العالية في معالجة العديد من القضايا الإقليمية والدولية، لذا لا غرابة في أن تكون هذه العلاقات دوماً راسخة وثابتة، ولم تعرف الخلاف يوماً مهما تباينت الرؤى.
الرؤية الحكيمة لقيادتي البلدين تمضي بالعلاقات السورية – الصينية نحو التنمية المشتركة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية، من خلال إبرام العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الرامية إلى تعزيز أفق التعاون، وتحفيز العمل المشترك في قطاعات اقتصادية متنوعة وفق القواسم المشتركة بين خطط وأهداف البلدين ضمن مبادرة الحزام والطريق.
وفي سياق هذا التوجه – على سبيل المثال لا الحصر – ستسهم الاتفاقيات الاقتصادية الموقعة في تحريك عجلات الاقتصاد السوري لكي يعود إلى حركة الإنتاج وفق صيغ جديدة من التعاون وآليات الدعم.
هذه العلاقات الآخذة في التطور والسير قدماً، المتعايشة مع الحاضر بمشكلاته والمتطلعة إلى مستقبل واعد، تقدم نفسها باعتبارها أنموذجاً مميزاً في التكامل والترابط وتحقيق الرؤى المشتركة، ولا شك تفتح مجالات واسعة تفضي لمساحات أرحب.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة
