سوق السقطية«2» في الخدمة خلال ستة أشهر…المدير الإداري لشبكة الآغا خان لـ«غلوبال»: الهدف تنشيط الحركة التجارية وليس إنشاء “متاحف” للتصوير

  خاص حلب – رحاب الإبراهيم 

لم تمنع الظروف الاقتصادية والمناخية الصعبة من مواصلة ترميم أسواق مدينة حلب القديمة، حيث انضم سوق السقطية «2» إلى قائمة الأسواق الداخلة في مشاريع الترميم،و يتوقع أن يصبح جاهزاً خلال ستة أشهر، لينضم بعدها إلى محور الأسواق المرممة الممتد من سوق باب أنطاكية مروراً بسوق الأحمدية وخان الحرير والسقطية «1» وصولاً إلى سوق الزرب قرب القلعة. 

“غلوبال” رصد عمليات الترميم في سوق السقطية«2» الذي بدأ خلال الفترة القصيرة الماضية، وشاهد همة العمال العالية في إعادة ترميم محاله بغية تنفيذ المشروع في وقته وإعادته إلى دائرة الخدمة التجارية.

طارق السراج المدير الإداري في شبكة الآغا خان للتنمية والثقافة أكد لـ«غلوبال» أن إنجاز مشروع ترميم السوق السقطية «2» سيكون خلال ستة أشهر قد تزيد أو تنقص حسب الأحوال المناخية الباردة، والواقع الاقتصادي الحالي، الذي لا شك فرض تأثيره على العمل كأي مجال عمل آخر، فاليوم أزمة المحروقات أثرت مثلاً على المواصلات وتنقل العمال، الذين لا يمكن لومهم عند تأخرهم بسبب واقع النقل الصعب، لكن هذه الأمور عموماً تؤخذ بعين الاعتبار بحيث بالإمكان زيادة ساعات العمل مع تقديم تسهيلات وحوافز مرضية تشجعهم على العمل.

مشيراً إلى التأقلم مع مثل هذه الظروف ولاسيما أن عمليات الترميم مستمرة منذ عام 2017، إذ يتخذ العديد من الإجراءات لمعالجتها وتسيير أعمال الترميم كما هو مخطط.

وحول وجود دراسات لترميم أسواق جديدة بعد سوق السقطية «2»، بين السراج بأن هناك العديد من الدراسات التي تسير بشكل أسرع من الترميم وإن كانت تستلزم جهداً كبيراً بالنظر إلى خصوصية المدينة القديمة والتقيد بأدق التفاصيل بغية الحفاظ على قيمتها التراثية، مشيراً إلى أن هذه الدراسات ستكون جاهزة بعد الحصول على الموافقات اللازمة من الجهات المختصة، لتتم المباشرة بترميم سوق آخر باتجاه سوق الزرب بعد الانتهاء من ترميم سوق السقطية «2».

ولفت السراج إلى أن العقبة الأكبر تتمثل بعد كل “العذاب” في عمليات الترميم عدم مبادرة التجار إلى فتح محالهم والمساهمة في عودة النشاط التجارية، فالغاية من ترميم هذه الأسواق المهمة ليس إنشاء متاحف “للتصوير” وإنما ضخ الحركة التجارية في أسواق المدينة القديمة المهمة، متمنياً أن تصيب أصحاب المحال في هذه الأسواق العدوى الإيجابية لسوقي باب أنطاكية والجلوم، اللذين يشهدان نشاطاً تجارياً يعد جيداً قياساً بالظروف الحالية.

ولفت السراح إلى أن مبرر أصحاب المحال يعود إلى الطلب القليل على المنتجات التي كانت تعرض سابقاً في هذه الأسواق، كاللحوم والتوابل والموالح، فهذه السلع أصبحت أسعارها مرتفعة بالنسبة لأغلبية المواطنين، ما فرض التفكير بتغير بعض التجار البضائع المعروضة في محالهم، فمثلاً بادر البعض إلى عرض مشدات طبية بدل اللحوم والتوابل، وهذا أمر طبيعي ومتوقع.

وبين السراج أنه رغم كل هذه الظروف والعقبات لكن العمل مستمر بالتعاون مع شركاء العمل من الأمانة السورية للتنمية ومحافظة حلب ومجلس مدينة حلب ووزارة الثقافة ومديرية الآثار من أجل إنجاز ترميم كامل أسواق المدينة القديمة وعودتها إلى نشاطها التجاري والاجتماعي كما كانت سابقاً.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة