سوق الهال وسوء الأحوال
خاص غلوبال – زهير المحمد
كثر الحديث عن الوضع المتردي لسوق الهال في الزبلطاني، الذي بات يعاني الازدحام الشديد والاختناقات في السيارات وفي المعروضات، ومن الطبيعي أن ينوء السوق بالخدمات التي يمكن أن يقدمها، حيث كان السوق عند إنشائه قبل عقود من الزمن مناسباً من حيث الموقع على أطراف دمشق، وكان يقدم خدماته لسكان المدينة وأريافها.
ولكن مع تزايد عدد السكان الذي يتضاعف كل ربع قرن كزيادة طبيعية، ويمكن أن يتضاعف بمدة أقل من ذلك بسبب الهجرة من المدن البعيدة ومن الأرياف إلى العاصمة، وهذا يعني أننا بتنا بحاجة إلى أكثر من سوق هال لدمشق الكبرى التي تضم دائرة يصل نصف قطرها إلى ثمانين كيلومتراً، وبمساحات أكبر بكثير من مساحة سوق الهال الحالي، كي نتجنب الضغط المروري داخل السوق وفي الشوارع المحيطة.
وبالتالي من المنطقي أن تفكر الجهات المعنية بتقديم دراسات واقتراحات لنقل السوق، لكن ما تسرب من تلك الاقتراحات لم يرض أحداً من تجار السوق أو المصدرين، خاصة الاقتراح المتعلق بنقله إلى الضمير التي تبعد أكثر من أربعين كيلومتراً عن أطراف دمشق، وتعتبر بداية للبادية الفقيرة بالمياه وبالإنتاج الزراعي من الخضر والفواكه، وبعيدة أيضاً عن الطرق الدولية التي تصل مناطق الإنتاج في المحافظات مع سوق الهال.
ولهذا كله فإن مايراه أصحاب الخبرة في السوق أن يكون الموقع الجديد لايبعد أكثر من عشرة إلى خمسة عشر كيلومتراً عن العاصمة، وأن يؤمن سهولة الوصول إليه من المحافظات ومن المناطق المنتجة والمستهلكة، ونظراً لحاجة السوق إلى مساحات واسعة فمن الممكن أن تؤمن تلك المساحات بالقرب من جبل قاسيون على طريق بيروت، أو بجانب المعضمية أو بالقرب من ضاحية الأسد أو القابون، كما يمكن التفكير بإنشاء أكثر من سوق هال حول المدينة لتخفيف الضغط المروري وتخفيض نفقات النقل، التي باتت تضاعف سعر البضائع ويتكبدها المستهلك بالع الموس على الحدين.
ما نأمله أن تسعى الجهات المعنية لعقد اجتماع موسع يضم الفعاليات المختصة في سوق الهال، مع عرض كل الخيارات المتاحة من حيث الموقع والمساحة وطرق المواصلات والطرق المؤدية إلى السوق المقترح سواء مواقع الإنتاج ضمن دمشق وريفها أم من باقي المحافظات.
إذ لايكفي أن ننقل السوق إلى أماكن فسيحة ونضاعف أجور النقل للسيارات المحملة بالإنتاج، ونضاعف أجور السيارات التي تنقل السلع من السوق إلى تجار المفرق و البقاليات، إذ من المفترض أن يحقق نقل السوق الفائدة لجميع الأطراف، وفي مقدمتها المستهلك الذي لاتنقصه ارتفاعات جديدة للأسعار تضاعفها أجور النقل الكاوية.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة