شباب الأرياف و مخاطر الانحراف!
خاص غلوبال – هني الحمدان
تحديات كبيرة تواجه الحكومة على المستوى المحلي لم يسبق لحكومة أن واجهت تحديات بهذا الحجم وهذه التعقيدات، وذلك لعدة عوامل أهمها أزمات اقتصادية عالمية عاصفة وصراعات وحروب عالمية قائمة، وأخرى يبدو بأنها متوقعة، كلها أثرت في الشعوب ومعيشتها وظروفها الاقتصادية الصعبة..
في ظل ظروف ثقيلة كهذه، وجملة الخطوات التي أخذتها والتي ستأخذها الحكومة لاحقاً، لم تصل إلى مستوى المعالجة الكاملة لحسم كل العلاقات الشائكة التي شوهت أوضاع الاقتصاد والنمو، وسببت ازدياداً في بعض الأزمات المعيشية والمشاكل الاجتماعية.
حكومات شقت طريقها للتعاطي حيال الظروف والتداعيات التي برزت وكيفية أساليب تعاطيها معها، فأي حكومة محترمة تكسب الاحترام من مواطنيها وتعي وتعمل على أن واجبها الرئيس هو تسهيل حياة الناس وتذليل الصعوبات المعيشية المعيقة لحركة الحياة، اليوم تتعقد المشكلات، فأي سيناريو ومسالك للخروج من أتون تعقيد الأزمات لا يخلو من بعض النواقص والشوائب، فكل ماتم اتخاذه إزاء بعض الإجراءات اللازمة لم يصل إلى سقف التركيز الكامل والواقع الممكن لخلق الأجواء التي تلطف الواقع.
اليوم تتصاعد مشكلة البطالة وتضيق أفق الإنتاج وامتصاص البطالة التي توسعت دائرتها، لا أعمال لجيل من الشباب تضاعف عدده يتطلع إلى فرصة عمل أو أي دخل كان، فالظرف المعيشي ضاغط جداً، والمخاوف تكبر لتتوسع في دائرة الشباب وخاصة في أريافنا في ظل ظروف الغلاء والجهل أحياناً، وزجهم ضمن شبكات التهريب ودخولهم في قصص المخدرات استغلالاً لاحتياجاتهم ووضعهم الاقتصادي والاجتماعي.
يتصدر من دون منازع تحدي البطالة، وخاصة الشباب وجميع التحديات الأخرى، حيث لم تفصح الحكومة بأرقامها عن نسبة البطالة لشكلها الواقعي، إلا أنها تزيد على ال ٦٠ %، وإنه لمن غير الممكن في ظل الظروف والمعطيات الحالية إيجاد حلول وفرص عمل لهذه الأعداد الضخمة.
ولكن هل تتمكن الحكومة من إنجاز غير عادي لجعل غير الممكن ممكناً؟
بالتأكيد يتطلب ذلك جهوداً وقرارات ومشاريع من أهمها تسهيل جذب فرص استثمار محلية وأجنبية، والتوجه إلى برامج التعليم المهنية والاهتمام أكثر للارتقاء بجودة المهنية والحرف والمشاريع الفردية.
احذروا مخاطر البطالة وضيق الآفاق أمام الشباب، الظروف الاقتصادية تفرض سلوكيات في مجتمعنا الريفي بين جيل العاطلين والخريجين من الجامعات انخراطهم بكل عمل حتى لو كان مخالفاً للواقع وللقانون..!.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة