خبر عاجل
بطولة غرب آسيا.. منتخبنا الوطني يخسر أمام نظيره الأردني اتحاد كرة القدم يعلن تأجيل مباريات دوري الرجال حتى إشعار آخر التنظيمات الإرهابية تواصل هجماتها على ريف حماة الشمالي… مصادر محلية لـ«غلوبال»: دحرهم عن السعن وإفشال محاولات تسللهم على محور السعن- الصبورة- المبعوجة حملة تبرعات يطلقها الاتحاد الوطني للطلبة… رئيس فرع الاتحاد بدرعا لـ«غلوبال»: رغبة كبيرة أبداها طلبة الكليات بتقديم المساعدة لأهلنا المهجرين من حلب تجمع وطني دعماً للجيش العربي السوري في ريف دير الزور الشمالي… المشاركون لـ«غلوبال»: متمسكون بأرضنا ووحدة وسيادة وطننا مركزان لاستضافة المهجرين من حلب… مديرة الشؤون الاجتماعية بطرطوس لـ«غلوبال»: خطة عمل لتقديم الخدمات وتلبية الاحتياجات الرئيس الأسد يصدر مرسوماً يقضي بإضافة 50 بالمئة إلى الرواتب المقطوعة للعسكريين جاهزية قصوى لمرافقها وفروع المؤسسات التابعة… معاون وزير التجارة الداخلية لـ«غلوبال»: المواد الأساسية متوافرة في حماة وكافية لبضعة أشهر بدء استقبل الطلاب المهجرين من حلب… مدير تربية اللاذقية لـ«غلوبال»: توزيعهم وفق رغباتهم وبحسب البعد الجغرافي «الواي فاي» بسرعة 100ميغا… مدير المدينة الجامعية بدمشق لـ«غلوبال»: البداية من المكتبة المركزية ومقهى المدينة
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

شجرة الميلاد … أشكال مبتكرة بضغط اقتصادي اجتماعي


خاص غلوبال – شادية اسبر


الاسم، شجرة الميلاد، والصورة الذهنية ذاتها، حفظناها في ذاكرتنا البصرية، بكل تفاصيل زينتها، لكن كل شيء تغير في بلد أتت عليه الحرب، وأخذت كل التفاصيل الجميلة، ليكون ابتكار الجمال مهمة أخرى لرب الأسرة السورية، تضاف إلى قائمة طويلة من المهام القاسية والتي في غالبيتها صعبة أو مستحيلة التنفيذ، وسط هذا الكم الهائل من الضغوط على جميع المستويات، تحت وطأة ضغط اقتصادي متفاقم.


بقي الاسم ذاته، شجرة الميلاد، لكن الأشكال مبتكرة، والابتكار هنا ليس نوعاً من الترف، أو بحثاً عن التميز، إنه ابتكار قسري تحت ضغط نفسي اقتصادي اجتماعي.


يقول سليم (أب لطفلتين)، إنه وقع بين حزنين، هذا الأب الذي يحتار في تدبير الأسرة، وقد انفصل عن زوجته فوجد نفسه أماً وأباً، معيلاً ومربياً، يقوم بمهام الأعمال المنزلية بتفاصيلها وتشعباتها، إضافة لأعمال عدة خارج المنزل لتأمين المال، يفاجأ سليم بطلب ابنته الصغرى (9 أعوام)، بأن يجلب لها شجرة تزينها احتفالاً بعيد الميلاد، في طقس شاهدته على إحدى القنوات التلفزيونية، وبين حزنه على طفلته التي تحتاج أمها في كل لحظة فلا تجدها، وقع سليم في حزن آخر، إنه العجز عن تأمين طلب، في نظر ابنته بسيط، وفي واقعه أكبر بكثير من مقدراته، هو الذي يعمل في إحدى محال سوق الحميدية، ويعلم تماماً أن تكلفة شجرة الميلاد وزينتها، في الحد الأدنى، تفوق دخله السنوي بأضعاف.


يتابع سليم القصة بغصة: ككل الآباء، كذبت على ابنتي بأن طلبها مجاب، وأعطيتها وعداً بعد أيام، هي نامت بحضني تحلم، وأنا بقيت مستيقظاً ليلتها أفكر كيف أنفذ وعدي.


يبدو أن سليم لم يكن الوحيد الذي واجه الموقف ذاك، فعند حديثه لرفاقه في العمل، اكتشف أن مثله الكثيرين، وفي جلسة مباحثات، وجد الآباء فكرة ابتكار أشجار بما يتوفر في المنازل، ليعود صديقنا إلى ابنته مفعم براحة من وجد حل لأكبر مضلة تواجهه.

يصف سليم كيف صنع شجرة الميلاد لابنته بفخر المبتكرين، ليؤكد أنه طلب مساعدتها كنوع من المرح كي لا تشعر بأنه نوع من العجز المادي، فكانت الشجرة سلّم خشبي بأربع قوائم، ملفوف بقماش ملون وخيوط كنزة صوفية صغيرة قديمة كانت تلبسها قبل سنوات، لتصبح أوراق الشجرة، اشترك الأب وطفلتيه، وصنعوا شجرتهم الخاصة، زينوها بألعابهم، وبأوراق دفاترهم، حتى “ربطات” شعرهم الذي قضى والدهم أكثر من عام حتى تعلم صنع ضفيرته.

يبتسم سليم وهو يحدثنا ما حدثته به طفلتاه عند عودتهم في اليوم التالي من المدرسة، فحال الأطفال حال آبائهم، يتحدثون عن شجونهم وأحلامهم وابتكاراتهم، ليكتشف الأب أن غالبية رفاق طفلتيه يعيشون التجربة ذاتها، وقد باتت المنافسة أي شجرة أجمل، وأي فكرة أغرب.

اختلفت أحجام أشجار ميلاد السوريين، كما اختلفت أشكالها، تنوعت المواد المصنوعة منها، كما تنوعت الأيدي المشاركة في تزيينها، ورغم أن زوايا البيوت باردة، والأضواء غائبة، إلا أن صنعت بحب، يختم سليم كلامه بهذه العبارة، ونصمت جميعاً.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *