شركات المستقبل !
خاص غلوبال – هني الحمدان
تتسابق الشركات الصناعية في العالم على تحقيق أعلى إنتاجية وتسويق مميز، وهذه المسائل جوهرية وتعد أسس نجاح الشركات الصناعية، فالإنتاجية محرك رئيس للدخل الحقيقي ومستويات المعيشة، ويسعى صناع السياسات الاقتصادية لإيجاد حلول تعزز من مكانة تلك الإنتاجية وتطورها لمواكبة ما تفرزه دوائر البحث العلمي وأهواء جمهور المستهلكين للسلع والمنتجات، ولهذا نرى أن الإنتاجية من الأولويات في الاقتصادات المتقدمة، والدول الأكثر إنتاجية في شركاتها هي الدول الأقل في ساعات العمل والأكثر أخذاً بكل جديد البحث العلمي، وما يستجد على خطوط الإنتاج بحيث يبقى الإنتاج بديمومة متغيرة يلاحق كل الرغبات والأهواء في الأسواق الكبرى..!.
شركات استطاعت فعلاً تسخير كل مقومات العمل والعلم في إنتاجيتها، واستثمرت في رأس المال والقوى البشرية، بعد أن هيأت لموظفيها مستويات جيدة من السعادة والدخل المادي، مع شديد الأسف شركاتنا المحلية بشكل عموم والصناعية على وجه الخصوص غارقة بالعديد من الإشكالات والصعاب، والرابحة منها طبعاً تكون ذات حمائية وحصرية بالإنتاجية والمجال، وإلا لحقت الشركات الأخرى بمسلسل الخسارة والتعثر، لم تغير من إنتاجيتها، بل ربما تعمل بطاقات قصوى لتنتج أقل إنتاجية، فالمنظومة الإنتاجية برمتها تحتاج لبرمجة وهندسة من جديد..!.
آخر إبداعات العلاج من قبل وزارة الصناعة حيال واقع بعض مؤسساتها وبمسعى منها التقليل من حجم الخسائر عادت لتجربة الدمج التي سلكتها وزارات سابقة، ولم تفلح بأي نتيجة، فدمج الخاسر خاسر، اليوم طرحت وبقوة دمج المؤسسة العامة للصناعات الغذائية بمؤسسة السكر، والمؤسسة الهندسية بنظيرتها الكيميائية، ولاأحد يعرف ما المقصود من وراء ذلك قد يكون للصناعة مبرراتها الخاصة بها، ولكن مهما تكن مقبولة إذا لم تحدث ذاك التغيير المنشود فهي تجربة ستضاف إلى تجارب الدمج الفاشلة والوقائع ظاهرة بحيز الوجود.
تقليل الخسائر والاستفادة من العمالة الخبيرة إن بقيت عمالة من خلال تهيئة أجواء مناسبة للإنتاج، لا تقليل لمصروفات إدارية والاستغناء عن خدمات بعض المديرين، فالخاسر لا يستطيع حمل خاسر مشابه له، إلا بحال تغيير نمطية أداء ووجود أرضية لإنتاج منتج بمواصفات جديدة وأشكال جديدة.
الاستثمار الصناعي وفي رأس المال والقوى العاملة وتفعيل دور التقنية وتبني التكنولوجيا الحديثة والارتكاز على البحث العلمي، وتقديم المحفزات الاقتصادية للاستثمار أسس لابد من تجاهلها أو الابتعاد عنها.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة