شركات بلا “شيوخ كار”!
خاص غلوبال – هني الحمدان
بات الابتكار والتجديد ميزة تحرص عليها الشركات وتتفنن بصياغتها، وتتنافس الشركات العالمية في أسواق السلع والخدمات على أسس مختلفة منها سرعة تلبية الحاجة والأسعار والجودة والتكنولوجيا المتقدمة والتكلفة الإنتاجية التي تعد من أكثر المعايير التنافسية في تحديد مدى هيمنتها على الأسواق العالمية.
المؤكد أن التكلفة الإنتاجية تحدد مستوى وقدرة الشركات على المنافسة للحصول على حصة تسويقية كبيرة تعطيها القيادة التنافسية في الأسواق، وكلما زادت التكلفة الإنتاجية ضعفت قدرة الشركات على المنافسة.
وآخر الدراسات تظهر تزايد حصة الشركات في الأسواق المحلية والعالمية عندما تخفض الشركات التكلفة الإنتاجية وتزيد الكفاءة الإنتاجية.
وتستطيع الشركات تقليص تكلفتها الإنتاجية بعدة طرق منها تبني تكنولوجيا الإنتاج الحديثة التي تساعدها على الإنتاج بكميات كبيرة وبجودة عالية لأن الإنتاج اليدوي واستخدام التكنولوجيا القديمة تفتقر للكفاءة الإنتاجية التي يقصد بها استغلال الموارد المختلفة والداخلة في السلع والخدمات بطريقة مثالية وبحد أدنى من النفايات التي تعتبر موارد غير مستغلة، لكنها تدخل ضمن التكلفة الكلية للمنتجات.
هل استطاعت شركاتنا الصناعية تجديد أدواتها للخوض في غمار المنافسة وتحقيق القبول الكلي بحال تم وصولها لبعض الأسواق العالمية؟ أم مازالت تدور في كنف التبريرات وتقديم الحجج والمبررات الفارغة، وتركت إداراتها مسألة الوصول لأسواق جديدة، وبجودة تحقق المنافسة التي تعمل شركات أخرى على عرض أنماط وأشكال للصناعات بين شهر وآخر.
يبدو أننا مازلنا مقصرين ومتأخرين عن ركب التطور الصناعي المنشود وتحقيق أي ميزة تنافسية تكسبنا نقاط قوة، وما زالت الإدارات تقدم حججاً حول مشكلات إنتاجية لنص وردية فقط.
الحقيقة أن الإدارات في الشركات تفتقر إلى فهم الكفاءة الإنتاجية والنجاح بالتسويق والمنافسة الصحيحة، غارقة بنواقص الطاقة والمواد الأولية وعبء التكاليف، ونمطية سائدة لبعض الأصناف المتكررة، وتزيد الكفاءة الإنتاجية كلما زادت خبرات الشركات ووعي الإدارة المشرفة بأهمية هذا المفهوم من الناحية العملية.
اليوم بدأت تظهر للسطح مسألة هروب وفقدان الخبرات الفنية وخاصة في الشركات الصناعية، بوقت تعد الخبرة أحد أهم العوامل التي تساعد على خفض التكلفة الإنتاجية، حيث تنقص التكلفة الإنتاجية كلما زادت الخبرة لأن مهارات الموظفين تتزايد في فن التصنيع الذي يقلل من نسبة الأخطاء، بحيث تستغل جميع الموارد المتاحة بكفاءة عالية الإنتاجية والفنية.
مؤسف أن تصل شركاتنا لوضع تشكو فيه نقص العمالة الفنية الخبيرة “شيخ الكار ” بكل منتج مثلاً، والاستعاضة عن تلك الخبرات بعمالة مؤقتة لا علاقة لها بالخبرة، فقط لتكون وراء خط إنتاج ثمنه الملايين، ولا أحد معني بالهدر والتلف وتراكم المخازين وتراجع الإنتاج، فكيف ستقدر شركاتنا الوصول إلى المنافسة؟، حاجتكم تسويق عناوين براقة والترويج الخطابي عن منتجات لم تحقق مواصفاتها بالصورة المطلوبة.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة