“شطارة” تجار لنهب المواطن !
خاص غلوبال – هني الحمدان
حتى التاجر “المضروب بحجر كبير” كما يقال يشكو حاله وأوضاع شغله وتعسر اموره، وليست كما كانت، لسان حال أي تاجر اليوم الشكوى، كثر هم التجار انبروا جانباً مفضلين عدم الخوض في متاهات المتغيرات الحاصلة وماتبعها من تحديات وأعباء ثقيلة، وتالياً ربما الوقوع بالخسارة، قسم منهم فضل عدم الدخول بأي “مغامرة ” كما يرددون، وبعضهم ترك البلد، وقسم خبأ ليراته وترك الصفقات التجارية مؤقتاً.
وأمام جملة الصعوبات التي تقف بوجه التاجر اليوم ، ماهي دروب النجاة ..وماذا عليه أن يعمل؟.
في العرف التجاري الاقتصادي، وفي مواجهة متغيرات السوق من إجراءات وأساليب عمل، يحق للتاجر ما يحق لغيره من البحث عن مخارج مقبولة نظامياً، تخدم مصالحه وأهدافه الربحية، عدا ذلك سيقع بالخسارة ويخسر الجميع مواد وسلعاً لا تصديراً ولا توريداً.
وهنا التعامل باحترافية مع كل المتغيرات والظروف والإجراءات المحلية من قبل السلطات المحلية، أي احترافية ”الشطارة“ والمبادرة وسلك الطرق التي تؤمن المنتجات حسب أهدافها وغاياتها بأوقاتها المحددة والأسعار المنطقية، وليس فقط متسلحاً بالشطارة، بل أن يكون للتاجر شبكة علاقات بالخارج تمكنه من إتمام الصفقات بأريحية تامة.
تنجح هذه الشطارة بلا شك في المحافظة على المكتسبات للتاجر وتنقله لوضع أحسن، مما تمكنه التكيف مع متغيرات السوق والنشاط الذي ينتمي إليه، وقد تذهب به إلى أبعد ما كان يخطط فتزيد أرباحه أرقاماً مضاعفة، لكن هذه الشطارة قد تكون سبباً في وقوعه ببراثن الخسارة ويبقى السوق متعطشاً للمنتجات، أو المنتجات المعدة للتصدير تعاني الكساد والتلف، يحصل ذلك عندما يختار التاجر شطارة ترك تجارته وتوقف أنشطته لجبنه في خوض التجارة في ظروف صعبة.
التاجر الناجح الواعي هو الذي يعي طبيعة المتغيرات والتحولات الكبرى التي تحصل كل يوم ليس في الساحة المحلية، بل على مستوى العالم ككل، وماعليه سوى تسخير خبرته و”شطارته“ التجارية والعمل لمواجهة آثار المتغيرات، لا ينتظر الحكومة لتقدم له الهبات والأفكار التي تسرع بإنجاز أنشطته التجارية، فقواعد اللعبة تغيرت مع تغير الظروف وعليه أي التاجر فتح قنوات شطارة جديدة، وإلا سيجد نفسه خارج الملعب ”سوق التجارة“.
صحيح أن هناك اشتراطات يجب التقيد بها، لكن عقد الاتفاقات والمناورات وإيجاد مخارج حلول هي نقطة شطارة، مع استمرار المتابعة مع الإدارات الرسمية وبحال استطاعت تقديم أي مسعى أو قرار يكون مناسباً ويصب في خانة التاجر مصلحة البلد والمواطن بالنهاية، إنما تفضيل ترك النشاط والركون بعيداً عن التجارة من باب التقليل من حجم الخسارة ليس بعمل تجاري ولا بفكر التاجر الذي يجب أن يكون عمله ونشاطه وليد أي متغيرات ولديه نسبة جيدة من التحوط وحسن التصرف، هل لدينا شطارة تجار أم شطارة نهب المواطن..؟.
وأقصد بالأولى ذاك التاجر الذي يستطيع تصدير وتوريد كل المنتجات بكل الأوقات ولديه المغامرة وفن التأقلم مع أي متغير، لا التاجر الذي يقوم بنشاط لا يسعى من ورائه إلا لتحقيق أكبر مردود مادي!!.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة