صحيفة حكومية: ارتفاع الأسعار بات خارج المنطق والمعقول
“لم يعد الأرز عز على مبدأ القول المأثور «العز للرز» فجاء من يزاحمه وينافسه بل ويبعده عن هذه المكانة بقوة ارتفاع الأسعار الجنونية ،جارته في ذلك البقاليات التي تعتبر «لحمة» الفقير مهما قست الظروف وتغيرت الأحوال.
البطاطا التي لا يكاد يخلو أي منزل منها ارتفعت أسعارها بشكل مفاجىء ،وربما لأول مرة تصل إلى حدود ٣٠٠٠ ليرة للكيلو غرام والتي كانت منذ حوالي الشهر بحدود الـ ١٠٠٠ ليرة.
ارتفاع السعر إلى هذا الحدّ خلال فترة زمنية قصيرة يثير الدهشة ويطرح الكثير من الأسئلة، وبالنتيجة يسأل المواطن بحيرة: ما الذي حصل؟!
كنا نتحدث عن الموز الذي يعتبر سلعة «ترفيهية» غير أساسية مقارنة مع البطاطا، حيث وصل سعر الكيلو غرام منه ٢٠٠٠٠ ليرة، وبين يوم وليلة يهبط إلى الـ ٥٠٠٠، وخلال فترة طرح البرتقال في السوق كما في كلّ مرة..! وهنا أيضاً نطرح السؤال الكبير: لماذا في كلّ موسم للحمضيات يحدث ذلك؟!
وبالعودة إلى البطاطا التي أصبح سعرها يزاحم سعر الفواكه فإن من المؤكد أن هذا الارتفاع وما يحقق من نسبة ربح كبيرة رغم التبريرات التي نسمعها من هنا وهناك لا يحصل الفلاح منها إلا على النذر اليسير لتذهب الحصة الأكبر للتجار والسماسرة، وليكتوي المواطن وخاصة أصحاب الدخل «المهدود» ومن في حكمهم بلهيب السعر لاسيما وأنه لا يمكن لهذه السلعة أن تغيب عن مائدتهم، وهذا يمهد لخلق مبررات لاستيراد المادة كما يحصل في العديد من السلع الأخرى.
ومهما كانت المبررات والأسباب الموجبة التي يقدّمها البعض سبباً لارتفاع السعر فإنه من المؤكد ومن غير المنطقي والمعقول أن يصل سعر الكيلو غرام إلى هذا المستوى إلا بداعي الربح الفاحش، والغريب أن هذا الارتفاع جاء بعد قرار اللجنة الاقتصادية بإيقاف تصديرها حتى الـ ١٥ من آذار للعام القادم..! وبالتالي كان يجب أن ينخفض السعر ويبقى ضمن الحدود المعقولة بحيث لا يتجاوز الـ ٧٠٠ ليرة، فماذا حصل؟!
البطاطا خارج طبق الفقراء وتغادر موائدهم مكرهة، وربما أصبحت من الفواكه وغيرت جلدتها إلى أن يثبت العكس.
أمام هذا الواقع وفي ظلّ تخبط واهتزاز حركة السوق وتضارب الاراء بل وتناقضها ماذا يفعل المواطن ..؟وأين دور الجهات المعنية ..؟وماذا تنتظر ..؟والأسئلة كبيرة وكثيرة ولا من مجيب” …!
هزاع عسّاف – الثورة
طريقك الصحيح نحو الحقيقة