صفقة واشنطن السرية… سلاح تدميري لاجتياح ولحرب أوسع

خاص غلوبال – شادية إسبر

أسبوع والعالم يشهد مسرحية “توترات” بين واشنطن وتل أبيب بشأن حرب الإبادة على قطاع غزة، وكأن الحليفان يريدان إقناع العالم بعدم شراكتهما في الجريمة المتواصلة، المسرحية هذه بدأت فصولها الاثنين الماضي (25 آذار2024) عندما تبنّى مجلس الأمن الدولي أول قرار له من أجل وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، ولم تستخدم الولايات المتحدة حق النقض ضد القرار بل اكتفت بالامتناع عن التصويت، لتأتي أحداث الأيام التالية وتكشف الستار من بوابة السلاح عما كان يجري في كواليس واشنطن؛ من خطة سرية ما بينها وبين تل أبيب من مخططات إبادة يتم تحضيرها للفلسطينيين في رفح، وتجهيزاً لحروب أوسع قد يدخلها الكيان الإسرائيلي في حال انزلقت الأوضاع في المنطقة.

يوم السبت (30 آذار 2024) قالت صحيفة واشنطن بوست ووكالة رويترز للأنباء إن الولايات المتحدة سمحت بنقل أسلحة إلى حليفتها إسرائيل تبلغ قيمتها مليارات الدولارات.

الصحيفة كشفت قائمة الأسلحة وتوقيت الاتفاق السري، ولكل من هذين الشقين دلالاته الخطيرة، ففي القائمة التي وصفت بأنها “صفقة سلاح فتاك وقادر على محو غزة” تظهر الكميات والأنواع لتقول إن الهدف أبعد من غزة، فالأسلحة تشمل وفق الصحيفة الأمريكية أكثر من 1800 قنبلة إم كي 84، التي يبلغ وزن الواحدة منها نحو الطن، و500 قنبلة إم كي 82 بوزن 225 كغ للقنبلة الواحدة، وإن هاتين القنبلتين من نوعي الغبية غير الموجهة التي تضرب كيفما كان لتدمر أي شيء دون تحديد أي هدف، والموجهة الذكية التي تضرب تحصينات تحت الأرض، والأهم ما شملته المصادقة السرية من إرسال 25 طائرة مقاتلة أمريكية من طراز إف 35 إيه، وهي مقاتلات الجيل الخامس والطراز الأعلى لأحدث طائرة في العالم وفي سلاح الجو الأمريكي، فهل تحتاج إسرائيل لكل هذه الأسلحة لاجتياح رفح مثلاً؟بالتأكيد هذه الأسلحة المتطورة ذات القدرة التدميرية الكبيرة حاجتها أبعد من قطاع غزة بكثير ويشمل المنطقة كلها.

في قراءة التوقيت، نسأل لماذا أعلنت واشنطن فجأة عبر صحافتها عن صفقة التسليح التي كانت من المفترض أنها سريّة؟ وما الذي حصل الاثنين الماضي (25 آذار) وقبله وبعده من اتفاقات وصفقات ومناقشات إسرائيلية أمريكية غير علنية؟.

قبل ذلك اليوم الذي مررت فيه واشنطن القرار بمجلس الأمن بامتناع دون فيتو (الاثنين الماضي)، حصلت مكالمة بين بايدن ونتنياهو، واتفقا على إرسال خطة اجتياح رفح لمناقشتها، فبادين لا يمانع الاجتياح بل يريد خطة شكلية يستخدمها في صراعه الانتخابي داخلياً ويحفظ بها ماء وجهه الجاف عالمياً، وكان من المفترض أن يتم عقد الاجتماعات الأربعاء (27 آذار 2024) بين وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ومسؤولي إدارة بايدن، لكن بهمروجة سياسية أعلن نتنياهو عدم موافقته على توجه وفد ديرمير إلى واشنطن احتجاجاً على عدم استخدامها الفيتو، فلماذا لم يسحب وفد وزير حربه يوآف غالانت الذي كان متواجداً هناك؟.

وصل غالانت إلى الولايات المتحدة الأحد (24 آذار 2024) حاملاً قائمة طويلة من الأسلحة الأميركية التي تريد إسرائيل الحصول عليها وعلى وجه السرعة، وأثناء انعقاد مجلس الأمن، كان غالانت في البنتاغون يعقد الصفقة، ويشدد على “ضرورة الحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل في الشرق الأوسط، والاستعداد لتصعيد محتمل”.

إذاً هي أبعد من صفقة سلاح، وهي سريّة أكثر من تلك “السريّة المعلنة”، إنها مخططات عدوان أوسع وتحضيراً لجرائم أبشع، في صفقات شراكة إرهابية لمثلث الشر برأسه الأمريكي وذراعيه الإسرائيلي والإرهاب التكفيري، الذي لا يحتاج إلى أي دليل إضافي لتأكيد عمق ارتباطه ككيان إرهابي واحد في المنطقة يشتغل على ذات الأجندة.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة