صناعيو حلب “ملوا” تكرار المطالب ذاتها… الشهابي لـ«غلوبال»: رفع سعر الكهرباء أكثر من الدول المجاورة يؤثر على تنافسية المنتج المحلي
خاص حلب – رحاب الإبراهيم
يبدو أن صناعيي حلب “ملوا” رفع الصوت عالياً لمطالبة صناع القرار بإيجاد حلول لمعالجة مشاكل الصناعة المتراكمة، التي أثرت بشكل واضح على حركة الإنتاج في المنشآت الصناعية، المكبلة بعقبات وعراقيل وتكاليف كثيرة تجعل منتجاتها خارج المنافسة في الأسواق الخارجية.
هذا الواقع أكده اجتماع غرفة صناعة حلب السنوي الذي حضره عدد كبير من الصناعيين، لكن ذلك لم يعطه زخماً وصخباً على اعتبار أغلبهم آثر عدم معاودة تكرار نفس المشاكل والطروحات بما فيهم رئيس غرفة صناعة حلب المهندس فارس الشهابي، الذي فضل عدم دعوة أي من الوزراء إلى الاجتماع كيلا تعاد الطلبات والمشاكل ذاتها من دون استجابة فعلية بغية تحسين واقع الصناعة في العاصمة الاقتصادية، وخاصة أن وفداً وزارياً قدم خلال شهر شباط الماضي لهذه الغاية ولم ينفذ من الطلبات المقدمة سوى القلة، كما أن الوضع الاقتصادي لا يسمح بدعوتهم إذا لم تكن هناك نتائج تنعكس على الصناعة وتحسين الإنتاج حسب قوله.
رئيس غرفة صناعة حلب بين أن طلبات الصناعيين ستقدم كتابياً إلى الجهات المعنية مع مساهمة المسؤولين في مدينة حلب بإيصالها أيضاً، مشيراً إلى مواصلة “النق” لتحقيق أكبر قدر من الطلبات الهادفة إلى تحسين واقع الصناعة والنهوض بها.
واعتبر الشهابي في تصريح لـ«غلوبال» أن تزويد المناطق الصناعية بالكهرباء على مدار 24 ساعة تعد خطوة إيجابية، لكن تخفيضها بحجة تداخل المناطق الصناعية مع السكنية غير مبرر، ولاسيما أن غرفة الصناعة بحلب قدمت ما تحتاجه بعض المناطق من محولات كهربائية، بالتالي القول إن هناك سرقات وهدراً نتيجة هذا التداخل لا يعني الصناعيين إطلاقاً، وخاصة إذا كان هناك موظف فاسد في مديرية الكهرباء يتعاون مع بعض “حرامية” الكهرباء لسرقتها من المناطق الصناعية، مشيراً إلى أن ارتفاع سعر الكهرباء مقارنة مع الدول المجاورة سيؤثر على تنافسية المنتج السوري في الأسواق الخارجية، فاليوم العديد من الصناعيين السوريين باتوا يعملون في دول أخرى بعد زيادة الضغوط والعراقيل عليهم في بلدهم ويصدرون منتجاتهم التي كانت سابقاً تنتج في المنشآت الصناعية في مدينة حلب، إلى الأسواق التي كانت تستقطب المنتج المحلي المصنع داخلياً.
ورغم سوء الوضع الاقتصادي بمدينة حلب الناجم عن عدم تقديم الدعم الكافي للصناعيين أبدى الشهابي تفاؤله بتغير هذا الواقع الصعب، فحتماً بعد كل هذا الضيق سيكون هناك فرجاً وخاصة أن الصناعيين مستمرون في الإنتاج والعمل حتى مع كل هذه الصعوبات والعراقيل.
صناعيو حلب كرروا المطالب ذاته التي ينادون بتحقيقها منذ سنوات دون تلبية سوى القليل منها، حيث اكتفوا بضرورة تأمين مستلزمات الإنتاج بأسعار معقولة تخفف التكلفة كأسعار الفيول والمحروقات والكهرباء والمساواة في توزيع الكهرباء بين المناطق الصناعية وتأمين أسواق خارجية لتصريف الإنتاج وقروض ميسرة، وإيجاد حلول لدوريات الجمارك الموجودة في المناطق الصناعية، وإلغاء رسم نقابة المقاولين الذي فرض على الصناعيين بعد كارثة الزلزال، مع أن المنشآت الصناعية في المدينة الصناعية في الشيخ نجار وغيرها لم تتعرض لأضرار كبيرة، ما يؤكد أن تشييدها تم وفق الكود الوطني للزلزال، لذا لا داعي لفروض أعباء جديدة على الصناعيين، فمثل هذا القرار يبعث رسالة إلى الصناعيين الراغبين بالاستثمار، وإنشاء معامل جديدة بعدم اتخاذ هذه الخطوة في ظل الأرقام الكبيرة التي ستدفع لقاء الرسم الجديد غير المبرر.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة