صناعيو حمص يعانون ندرة الأسواق التصديرية… عضو غرفة تجارة لـ«غلوبال»: الأسواق الإفريقية واعدة وقليلة المنافسة

خاص حمص – زينب سلوم

يعاني أغلب الصناعيين في حمص من مشكلات تتعلق بتسويق منتجاتهم، ففي السوق الداخلية تتراجع القدرة الشرائية لدى المواطن شيئاً فشيئاً مع تفاقم مشكلات الغلاء والتضخم، وفي الأسواق الخارجية يخسر المنتج السوري الصناعي قدرته التنافسية تدريجياً بسبب غلاء تكاليف النقل والجمارك من جهة، وغلاء تكاليف الإنتاج من مواد أولية وحوامل طاقة، ما جعل عملية التصدير إلى دول الجوار عملية غير ذات فائدة لكثير من المنتجات، مما يهدد العملية الإنتاجية على مستوى المحافظة.

وأوضح مازن الحلو عضو غرفة تجارة دمشق وعضو غرفة تجار “داكار” الإفريقية، في حديث لـ«غلوبال» بأنه يُعنى بالبحث عن فرص تسويقية وإيجاد فرص جديدة وواعدة للمنتجات السورية، في غير أسواق دول الجوار التي تعاني الآن أوضاعاً صعبة لعوامل عديدة تجعل المنتج السوري خاسراً فيها، مؤكداً بأن الأسواق الإفريقية وإن كانت بعيدة إلا أنها تعجّ بالكثير من الفرص التجارية الحقيقية، ولكن علينا البحث والتكيف مع طلبات تلك الأسواق قبل دخولها والأمر يشمل أغلب دول إفريقيا، بعيداً عن نيجيريا وجنوب إفريقيا ورواندا، كما أكد بأن منتجاتنا قادرة على تحقيق التنافسية في تلك الأسواق لأن سعرها عادي أمام أغلب المنتجات الموجودة هنالك.

وأضاف الحلو: هناك معرض دولي في إفريقيا بنهاية شهر 12 لعام 2023 سيشارك به مع مجموعة من المنتجين وأصحاب الفعاليات الوطنية، سواء ممن شاركوا سابقاً أو لأول مرة، مشيراً إلى أن المعرض فرصة حقيقية لعرض وتسويق المنتج والمساعدة بدخوله إلى أسواق متنوعة، موضحاً بأن جلّ المنتجات السورية جيدة وخاصة الغذائية والنسيجية والإنشائية، إضافةً إلى منتجات الأدوية سواء البشرية أو البيطرية.

ولفت إلى أن التسويق في القارة الإفريقية لا يعتمد فقط على الجالية السورية أو العربية الموجودة هناك بل على كل المستهلكين، رغم أن منتجاتنا تلبي رغبات وأذواق شريحة واسعة من تلك الجاليات الذين يفضلون الأصناف السورية.

وحول الصعوبات في تلك الأسواق بين الحلو بأن معظم أصحاب المحال التجارية الأفارقة يفضلون أسلوب تسوّق ثابت، ولا يميلون نحو تغير الماركات كثيراً خشية خسارة زبائنهم كثقافة تسوق رائجة، مبيناً بأن الحل يكمن في إيجاد المنتج السوري المنافس بالسعر والجودة، ليتمكن من إثبات صدارته بسرعة.

وشدّد الحلو على أن هناك مقومات لا يتصورها الكثير من تجارنا تدعو للتوجه إلى الأسواق الإفريقية وخاصة دول غرب القارة فهي دول مستوردة بامتياز، ولديها تعداد سكاني كبير وبالتالي عدد مستهلكين ضخم، كما أن بلدانها تشهد تحسناً عاماً في مستوى المعيشة والدخل، وذلك بعد قيامها باستثمار ثرواتها بعيداً عن الغرب.

كذلك تعتبر تلك الأسواق قليلة المنافسين بشكل عام، وتضمن تعاملاً مرناً مع التاجر شريطة استيعابه لقوانين البلد المستهدف، فضلاً عن أن التوجه إلى تلك الأسواق سيزيد من عدد أسواقنا الخارجية، ما يساهم في تنشيط تجارتنا وصناعتنا وزراعتنا، وسيساهم تنشيط التصدير في تحسين العلاقات الاقتصادية بين سورية وتلك البلدان، وبشكل يؤدي إلى توقيع اتفاقيات تعاون ثنائي للتخفيض الجمركي في وقت لاحق.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة