صيانات دورية وتدخلات فنية في السدود… مدير الموارد المائية بحماة لـ«غلوبال»: عملية تأهيل كبرى لسدّ الرستن بنحو 2 مليار ليرة وبما يرفع كفاءته لـ3 عقود مقبلة
خاص حماة – سومر زرقا
مع مضي وقت زمني كبير على إنشاء بعض السدود في محافظة حماة، وتراكم بعض الظروف التي قد تؤثر إلى حدٍّ ما على سلامتها الإنشائية، وخاصةً إبان الزلزال وما تبعه من هزّات ارتدادية، تراودنا مجموعة من الأسئلة والمحاور حول استعدادات وإجراءات مديرية الموارد المائية بحماة في هذا السياق.
وقال الدكتور مطيع عبشي، مدير الموارد المائية بحماة في تصريح لـ«غلوبال»: نمضي قدماً في خطط عملنا سواءً لإجراء أعمال الصيانة الدورية وتفقد سلامة السدود، أو لجهة إجراء عمليات تدخل كبيرة، ومن أبرزها ما يشهده سدّ الرستن حالياً.
فهو الأكبر في حماة والثالث على مستوى البلاد، وتقتضي الضرورة الآن صيانته وفحصه وإجراء تدخلات بعد زلزال شباط وما تبعه من هزّات ارتدادية، وأيضاً بسبب عمر السدّ المقدّر بـ6 عقود، حيث تتركز الصيانة على منطقة “المفرّغات” المكونة من مفرغات طول الواحد منها 240 متراً، وقطره 170 سم، حيث توجد بنفق على عمق نحو 45 متراً تحت الأرض.
ونوّه الدكتور عبشي بأن سدّ الرستن تفرّغ مياهه عبر تلك المفرّغات إلى أكثر من 70 ألف هكتار من المساحات السطحية الزراعية المروية في الغاب وحماة على جانبي نهر العاصي، حيث سترفع هذه الصيانة كفاءة السدّ إلى 3 عقود مقبلة.
كذلك ستشمل الصيانة إضافة إلى المفرّغات، بوابات السدّ، والرافعة الكهربائية، وإضافة مجموعة توليد، كما تم تأمين جهاز يقيس سماكات القسطل، ويرشد الورشات نحو أي نقص في تلك السماكات يقتضي التدخل والصيانة مباشرةً.
وتابع مدير الموارد المائية بحماة: هناك صيانات روتينية سنوية للسدّ بالتأكيد، لكن هذه الصيانة هي الأكبر بإمكاناتها وحجم التدخل الكبير الذي تم بتوجيه من وزارة الموارد المائية والمديرية العامة للموارد المائية، وقد يصل حجم التدخلات في سدّ الرستن إلى نحو 2 مليار ليرة.
ومع ذلك فإنه تدخل جزئي، لكنه في الوقت نفسه تم ضمن الأولويات والإمكانات المتاحة، للمناطق الأكثر حاجة للتدخّل لتعزيز أمان السدّ وسلامته الإنشائية، وسيتم إنهاء عمليات التدخل هذه- وفقاً للدكتور عبشي- في غضون شهر وفقاً لما هو متوقع، وبتقييم فني وأياد عمال وخبرات وطنية وبالتعاون في الأعمال مع منظمة “هيكس ايبر”، وبعدها يصبح السدّ بحالة فنية جيدة جداً وجاهز لإرواء الأراضي الزراعية.
وفي سياق متصل، أكد الدكتور عبشي أن المديرية أطلقت في موسم الريّ هذا نحو 110 ملايين متر مكعب من المياه، وساهمت في إرواء الزراعات الصيفية حتى على بعد 100 كم من السدّ في الغاب وعدد كبير من الأراضي دون الحاجة إلى مولدات ومضخّات وحوامل طاقة، كما لم تشهد الأراضي الزراعية حتى تاريخه أي حالات عطش بفضل التوزيع المنتظم لجميع الفلاحين، مبيناً أن حجم ما هو مخزّن من المياه في السدّ يقدّر حالياً بنحو 38 مليون متر مكعب، فيما تبلغ قدرته التخزينية القصوى 250 مليون متر مكعب.
وأضاف: هناك أيضاً خطّة لبدء العمل والتدخّل في سدّ محردة، وبتدخلات كبيرة ومشابهة لما يجري في “الرستن”.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة