طائرات الدبلوماسية العربية تحط في دمشق…واشنطن تطلق حثيثها وجعجع مَخزي
خاص غلوبال – شادية إسبر
بعد طائرات المساعدات الإغاثية التي استقبلتها المطارات السورية، والتي سبقتها ورافقتها اتصالات على أعلى المستويات، حطت في مطار دمشق الدولي طائرات الدبلوماسية العربية، التي غابت لسنوات فاقت الاثنتي عشرة.
فُرشت أرض المطار بالبساط الأحمر، وشهدت أرض الشام عودة العرب إلى قلبهم، في مشهد أنعش الشعب السوري، رغم الكارثة الطبيعية التي ألمت به مؤخراً، وأكد أن الأحوال الصعبة إلى انفراج، والقادم مفتوح إلى أمل، لم يتوقف السوريون عنه يوماً، يقيناً بقدومه.
كسر الطيارون العرب حصار الغرب “الأمريكي – الأوروبي” المفروض على سورية، ولم ينتظر الأشقاء والأصدقاء تخفيف الأمريكي لقيصره، بل أتى التخفيف “الأمريكي – الأوروبي” المزعوم، خطوة لاحقة للحراك الإنساني العربي الكبير باتجاه دمشق، والذي أظهره العرب قولاً وفعلاً.
وفيما كان المشهد التضامني العربي متوقعاً، ولو تأخر، فإن المواقف السلبية من أعداء سورية متوقعة أيضاً، لكنها لم تتأخر.
ومع تزايد التحركات العربية إزاء سورية، وقبل أن يغادر ضيفها المصري أرض دمشق، جددت الولايات المتحدة الأمريكية دعوتها للدول العربية، بألا تترافق عمليات إرسال المساعدات الإنسانية لمتضرري الزلزال في سورية مع ما سمته “تطبيع العلاقات مع دمشق”.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس:”إن الولايات المتحدة تحث المجتمع الدولي على ألا يترافق تقديم المساعدة لسورية في أعقاب الزلزال بتطبيع العلاقات معها”، زاعماً أن بلاده تساعد السوريين بوساطة المنظمات غير الحكومية.
إنه لأمر طبيعي أن تثار حفيظة واشنطن وصبيانها، من مشاهدتهم وزراء خارجية دول عربية، كمصر وقبلها الأردن، وبينهما وفود البرلمانات العربية، وأيديهم جميعهم بيد الرئيس السوري بشار الأسد، ومن هبوط الطائرة الرئاسية السورية في مسقط، ومن ارتفاع أصوات الجماهير العربية والغربية مطالبة برفع العقوبات وكسر الحصار عن سورية.
وطبيعي أيضاً أن تثار حفيظة الأمريكي من مشاهد السوريين وهم يهبون جسداً واحداً لمواجهة تداعيات زلزال مدمر، رغم سكاكين الإرهاب التي حاولت تقطيع هذا الجسد على مدى سنوات حرب، استخدم فيها أعداء سورية كل طاقاتهم وإمكاناتهم ومخططاتهم للتقسيم، وإثارة التفرقة والنعرات، حيث جاء المشهد الأخير كدليل جديد على فشلهم.
لم يتوقف الأمر لدى الأمريكي عند الشعور بالحفيظة المثارة، ولا ببث واشنطن حثيثها لزوار دمشق بعدم ما تسمية “التطبيع”، بل وصلت لدرجة التهديد المبطن ثم العلني، عبر تصريحات من مسؤوليها، أبرزها ما قاله مؤخراً السيناتور الأميركي جيم ريش: الموجة الأخيرة من التواصل مع بشار الأسد لن تفيد شركاءنا العرب، وأضاف:التواصل مع الأسد سيفتح الباب أمام عقوبات أميركية محتملة.
تصريح أمريكي يثير الضحك السياسي، فبالتأكيد أيها الأمريكي إن من قرروا الاتصال بدمشق، وتقديم الدعم للشعب السوري، ولقاء الرئيس الأسد، من عرب وغيرهم، ليسوا بغافلين عن موقف بلادك التي لم تتوقف يوماً عن معاداة كل من يريد الحفاظ على سيادته واستقلال قراره السياسي.
شعور الغيظ الصهيو أمريكي القادم من خلف الأطلسي، واكبه شعور خزي لعربي متصهين، ظهر جلياً في جعجعة جديدة من رئيس حزب القوات اللبنانية الذي قال: من المخزي استفادة الوفد البرلماني العربي من مأساة الزلزال الذي ضرب الشعب السوري لمقابلة بشار الأسد.
ودون الخوض في بقية الحديث الصادر عن المذكور، فإنه أيضاً ليس مستغرباً أن يكون جعجع مَخزياً مما شهدته الساحة السورية العربية مؤخراً، لكن المستغرب أن مثله “يشعر”، وهو القاتل للأطفال في أسرّتهم، ولا تزال أصوات دماء الأبرياء في إهدن تهدر في سماء لبنان وتوجع كل ضمير حي في المنطقة والعالم.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة