طفل يرمي به أهله على قارعة الطريق دون رحمة… مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في السويداء لـ«غلوبال»: الطفل سليم صحياً وتم وضعه بدار الرعاية مؤقتاً
خاص السويداء – طلال الكفيري
باتت ظاهرة تخلي الأهل عن أطفالهم حديثي الولادة، والرمي بهم على قارعة الطرقات العامة، تثير استياء وقلق المجتمع الأهلي والمحلي في السويداء، ولاسيما مع ديمومة تكرارها.
فأمس استفاق قاطنو إحدى الأبنية السكنية الكائنة في حي عين الزمان بمدينة السويداء، على صوت بكاء طفل رضيع لا يتجاوز عمره سبعة أشهر، من الواضح وحسب حديث بعض الأهالي لـ«غلوبال»أن أهله قاموا برميه أمام أحد الأبنية السكنية عسى ولعل تعثر عليه أسرة ميسورة تقوم بتربيته، حيث تم تسليم الطفل إلى قسم شرطة المدينة التي بدورها قامت بتنظيم الضبط اللازم بالحادث، وبالتالي تحويله إلى مشفى السويداء الوطني لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة له والتأكد من سلامته الصحية.
ولسان حالهم يسأل أهي الظروف المعيشية الصعبة، أم قسوة قلوب الأهل من دفعهم للتخلي عنه بدمٍ بارد؟ومهما تكون الأسباب فرميه بهذه الطريقة مرفوض اجتماعياً ودينياً وهي جريمة يعاقب عليها القانون.
ليضيفوا: إن هذه الحادثة لم تكن الأولى من نوعها في السويداء، حيث سبقتها العام الماضي ثلاث حوادث مشابهة لها، مايدل على تنامي تلك الظاهرة والتي من المفترض إيجاد حلول لها خوفاً من استفحالها في قادمات الأيام.
بدوره أوضح مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في السويداء المهندس سامر بحصاص لـ«غلوبال»بأنه بعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة للطفل الذي ما زال مجهول الأهل، تبين أنه سليم صحياً، وقد تم وضعه بشكل مؤقت بدار الرعاية الاجتماعية في مدينة السويداء بقرار من القضاء، وفي حال لم يتبين من هم أهله سيتم تحويله إلى معهد لحن الحياة بدمشق طبعاً بقرار قضائي.
مضيفاً: الأطفال التي لا تتجاوز أعمارهم ثلاث سنوات يتم تحويلهم إلى معهد لحن الحياة، بينما الذين تتجاوز أعمارهم ثلاث سنوات، يتم وضعهم بدار الرعاية الاجتماعية الكائنة بمدينة السويداء.
ومن جهتها أشارت المرشدة الاجتماعية عهد العماطوري إلى أن وراء تخلي الأهل عن أبنائهم تكمن أسباب عدة أولها الأوضاع المعيشية الصعبة لعدد كبير من الأسر، ما بات يتعذر عليهم تربية أبنائهم وبالتالي عدم مقدرتهم على تقديم الغذاء والدواء واللباس لهم ما يدفع بهم لرمي أبنائهم، ولكن هذا ليس مبرراً ليتخلى الأهل عن فلذات أكبادهم فهذه جريمة تستوجب العقاب والجزاء.
ويبقى السبب الآخر وهو التفكك الأسري، وحالات الطلاق المنتشرة بكثرة هذه الفترة نتيجة الإدمان على الفيسبوك وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي، التي دخلت بيوت الجميع دون استئذان، ما حول استخدامها الخاطئ البيت إلى جحيم تعصف فيه المشاكل الأسرية، إضافة لشعور المرأة في كثير من الأحيان بالظلم من قبل زوجها أو أهلها، وعدم توافر السكن المناسب لها ولأسرتها.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة