خبر عاجل
الذهب مستمر في تحطيم الأرقام القياسية محلياً… محلل مالي لـ«غلوبال»: بتنا أقرب إلى سعر 3 آلاف دولار للأونصة بعد تحديد موعد التسجيل… عضو المكتب التنفيذي المختص بريف دمشق لـ«غلوبال»: توزيع مازوت التدفئة اعتباراً من الشهر المقبل والأولوية للمناطق الباردة أرقام فلكية لأجور قطاف وتخزين التفاح… رئيس اتحاد فلاحي السويداء لـ«غلوبال»: تأخر صدور التسعيرة انعكس سلباً على واقع المحصول كندا حنا في عمل جديد بعنوان “عن الحُبّ والموت” من إخراج سيف الدين سبيعي تدهور سرفيس على طريق دير الزور الميادين… مدير مشفى الأسد لـ«غلوبال»: وفاة شخص وإصابة 9 آخرين بينهم أطفال ونساء وفاة لاعب منتخب سورية لكرة السلة غيث الشامي درجات حرارة ادنى من المعدل… الحالة الجوية المتوقعة هل باتت الحلاقة من الكماليات ودخلت في بازار “الفشخرة”… رئيس جمعية المزينين بدمشق لـ«غلوبال»: التسعيرة الجديدة عادلة تركة ثقيلة وحياة المواطن على المحك! الركود يهزم الأسواق وانخفاض في كميات الإنتاج… الجمعية الحرفية لصناعة الألبان والأجبان لـ«غلوبال»: العزوف عن الشراء ساهم في ثبات الأسعار
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

طهران والرياض من الاشتباك الوشيك إلى التعاون و التشبيك

خاص غلوبال – محي الدين المحمد

هي الزيارة الأولى لوزير خارجية إيراني إلى السعودية منذ سنوات وسط ترحيب فعلي من مسؤولي المملكة، لم يقتصر على تبادل الابتسامات وانفراج الملامح وإنما تمت ترجمتها بتصريحات واضحة لاتقبل تفسيرات متعددة الوجوه، فقطار تطبيع العلاقات يسير دون عقبات بعد أن انتهت مرحلة إثبات حسن النوايا بنجاح عبر مايقارب الأشهر الستة التي أعقبت الاتفاق السعودي الإيراني الذي تم توقيعه برعاية صينية رغم أنف الإدارة الأمريكية التي عملت كل ماتستطيع لاختلاق كل أسباب الصدام بين الدولتين، والذي أرادت منه أن تصطاد عشرات العصافير بحجر واحدة، وعبر عقدين من الزمن لم تدخر أمريكا جهداً من تحويل الصراع في المنطقة من صراع عربي إسرائيلي الى صراع مذهبي يفتقر أي مسوغات دينية أو أخلاقية لنشوبه أصلاً.

وفي مشهد معقد ومتشابك وبمتابعة حثيثة من وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي دخلت أمريكا كحليف لدول الخليج والسعودية لصد الخطر (الشيعي الإيراني المزعوم) ورشحت إسرائيل للانضمام الى حلف ضد إيران التي وقفت وتقف مع الشعب الفلسطيني ومع شعوب المنطقة لاسترجاع الأراضي والحقوق من إسرائيل التي تمارس عدوانها المستمر على من حولها، ولاتنفذ قرارات مجلس الأمن بدعم أمريكي يحقق تفوقها العسكري على دول الإقليم.

ومن هذا الواقع لايمكن الحديث عن علاقات ثنائية بين بلدين تعود بالفائدة على مواطني الدولتين، وإنما عن علاقات بين دولتين مهمتين تؤثر بشكل مباشر على علاقات دول الإقليم بالكامل، وعلى مجموعة من الأزمات التي تم خلقها وتغذيتها عبر مذهبة الصراع الذي لم تعهده المنطقة، وكان من ثمراته المرة حرب اليمن وتصعيد الأزمة في سورية والعراق وإغماض العين عن جرائم المنظمات الإرهابية، وخلق منظمات إرهابية جديدة بدعم وإشراف الاستخبارات الأمريكية، إضافة الى افتعال حوادث في الخليج واتهام إيران بتهديد الملاحة الدولية وأمور أخرى لاتعد ولاتحصى وضعت المنطقة على كف عفريت، ووسط براميل من البارود تنذر بالانفجار في أي لحظة.

تصريحات وزير الخارجية السعودي يوم أمس الخميس 17 آب تلتقي وتتوافق مع تصريحات وزير الخارجية الإيراني والتي تؤكد على تطوير العلاقات بين البلدين سياسياً واقتصادياً، وعلى الصعد الأخرى بما يؤسس لمرحلة مفصلية لها انعكاساتها الأمنية الإيجابية على دول الإقليم مع بروز أجواء الثقة بقدرة السعودية وإيران على حل مشكلات وأزمات المنطقة (الحرب في اليمن…الوضع في العراق…الوضع في لبنان…الوضع في سورية)، مع اعتراف ضمني من الوزيرين عبد اللهيان وابن فرحان بأن القطيعة بين البلدين لم يكن لها مايبررها ولم تخدم إلا أعداء شعوب المنطقة.

التقارب الإيراني السعودي واستئناف العلاقات الدبلوماسية وتبادل الزيارات وعلى أعلى المستويات والترحيب الذي أعلنت عنه الخارجية السعودية بزيارة مرتقبة للرئيس الإيراني، يعني أن العلاقات الإيرانية السعودية قد انتقلت من حالة الاشتباك السياسي (وأحياناً الأمني) إلى مرحلة التشبيك والتعاون الأمني والاقتصادي والسياسي.

وهذا يعني بأن رياح السموم الأمريكية التي فرضتها في الخليج وفي المنطقة عموماً، وصرفت عليها وسخرت لها كل مستلزمات التصادم والتنافر قد تبددت فعلاً، وهذا ما يعطي لشعوب المنطقة في سورية ولبنان والعراق واليمن بإنعكاسات إيجابية(سياسية واقتصادية وأمنية)، وكذلك على الملاحة الدولية وتسقط الذرائع الأمريكية التي تم الاستناد إليها لتعزيز التواجد العسكري الأمريكي في المتوسط والخليج لردع (الخطر الإيراني المزعوم)، وربما يقتنع الجميع بأن الأمن في الإقليم لايمكن أن يتحقق إلا بتعاون وتوافق دولة وإبعاد الأصابع الأمريكية الإسرائيلية المفخخة التي تفتعل التناقضات، وتغذي الأزمات وتعتاش على أشلاء الضحايا وسرقة الموارد وابتزاز الخائفين من أعداء إفتراضيين، أثبتت الأيام والوقائع بأنهم يسعون للتعاون والتشابك وإلى علاقات تحقق المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *