خبر عاجل
دفعة جديدة من بوابات الإنترنت… مصدر في السورية للاتصالات لـ«غلوبال»: 125 ألف بوابة قيد التجهيز والتوزيع انفراجات في أزمة النقل بعد أسبوع قاسٍ من المعاناة… عضو مكتب تنفيذي بمحافظة اللاذقية لـ«غلوبال»: المخصصات من المازوت تزداد تباعاً جهود متواصلة للتوعية ومنع الملوثات… مديرة الصحة المدرسية لـ«غلوبال»: الحرص على تعقيم الخزانات وضبط المقاصف المدرسية تردي جودة ونقص في وزن الربطات… عضو المكتب التنفيذي المختص بدرعا لـ«غلوبال»: أي سوء صناعة للخبز فهو حتماً ليس بالمخابز العامة سيارات “اللفة” تنتشر في السويداء… مدير النقل لـ«غلوبال»: لاتوجد إحصائية دقيقة بأعدادها لكنها تتجاوز العشرة آلاف سيارة أمطار غزيرة شهدتها طرطوس أعلاها في بانياس 108 مم… مدير مكتب الحمضيات لـ«غلوبال»: جيدة لجميع المحاصيل “ريد كاربت” يعيد الكاتب مازن طه إلى الكوميديا درع الاتحاد.. حطين يفوز على الجيش والشعلة يتفوق على الطليعة انفراج في أزمة المحروقات… عضو المكتب التنفيذي لقطاع المحروقات بدمشق لـ«غلوبال»:أزمة الموصلات في طريقها للحل الدكتور فيصل المقداد نائباً لرئيس الجمهورية
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

طوفان الأقصى وأيام “إسرائيل الأقسى”

خاص غلوبال – محي الدين المحمد

لم يكن الطوفان الذي أعلنت عنه المقاومة الفلسطينية في غزة متعلقاً بالأحوال الجوية والاعتلال المناخي، وإنما كان الطوفان نصرة للأقصى والمقدسات التي تنتهكها “إسرائيل” يومياً.

ولعل جميع من كان يتوقع الرد الفلسطيني على تلك الانتهاكات لم يكن يتصور انهيار سدود من الصبر والغضب والمعاناة الفلسطينية التي تراكمت عبر السنين فتحول طوفان الأقصى إلى زلزال عسكري وسياسي حوّل يوم أمس السابع من تشرين الأول إلى يوم أسود وفق تعبير مسؤولي الكيان الإسرائيلي الذين هرعوا لتسوّل الدعم العسكري والسياسي من أمريكا ومن الغرب عموماً، بل طلبوا من مصر التدخّل من أجل تبادل الأسرى.

لقد تعوّد الإسرائيليون أن تكون صفقات التبادل مقتصرة على جثث بعض القتلى الصهاينة أو عدد محدود من جنودهم، أما الآن فعدد المفقودين الإسرائيليين تجاوز 750 شخصاً وهذا الرقم قد يكون الأكبر في تاريخ الصراع من المفقودين، وربما يكون معظمهم أسرى لدى المقاومة الفلسطينية.

طوفان الأقصى حوّل معظم المدن الإسرائيلية الى ساحة حرب، ونزعت وهم الأمان من قلوب الإسرائيلين في المستوطنات وفي العمق، وبات الإعلام العالمي يتحدّث عن مواجهات عسكرية تم التخطيط لها بعناية وتنفيذها بحرفية قتالية عالية خلّفت أكثر من ستمئة وخمسين قتيلاً إسرائيلياً وحوالي الألفي جريح بعضهم في حالة موت سريري، وقد تكون هذه الحصيلة هي الأكبر ل”إسرائيل” في يوم واحد عبر تاريخها المشؤوم، ما دفع حكومتهم المتطرّفة لارتكاب المجازر ضدّ المدنيين في غزة، وتدمير العديد من الأبراج السكنية ومنازل الأبرياء علّ ذلك الجنون الإجرامي يعيد بعضاً من ثقة الإسرائيليين بإمكانية “الردع” أو رفع الروح المعنوية لدى جنود العدة الذين عانوا من لحظات السقوط وتلاشي القدرة على الثبات، حيث تحولت ساحات المواجهة إلى تفوّق عسكري ومعنوي فلسطيني، دفع العديد من قادة الوحدات العسكرية إلى الاستسلام وتحولوا إلى أسرى، فيما هرب عدد منهم وتركوا مواقعهم وأسلحتهم وسط حالة من الذهول والرعب غير المسبوق.

يوم أمس، السابع من تشرين، هو نقطة تحوّل مهمة في الصراع العربي الصهيوني انتقلت فيه المقاومة من الدفاع عن النفس إلى حالة الردع والهجوم والمواجهة، يدفع فيه الإسرائيليون ضريبة عدوانهم ويذوقون مرارة الهزيمة وهروب الأمان من عيونهم التي كانت تنام ملء جفونها عندما كانت “إسرائيل” تحصر المعارك خارج حدودها (غير المعترف بها).

ومن جنوب لبنان أتت القذائف الصاروخية صباح اليوم من مقاتلي حزب الله على مواقع الجيش الإسرائيلي تضامناً مع أهلنا في غزة، وتحذيراً لقادة العدو من القيام بأي مغامرة عسكرية ضدّ لبنان.

ومن الإسكندرية وصلت الرسالة الصادقة من أمين الشرطة المصري الذي انتقم لأشقائه الذين يتعرّضون للغارات الجوية الإسرائيلية في غزّة وقتل اثنين من الصهاينة، وفي هذا الحادث وجّه الرجل رسالة إلى “إسرائيل” وكل المهرولين للتطبيع معها تحت الضغط الأمريكي، مفادها أن حالة العداء مع هذا الكيان مستمرة طالما بقيت تمارس العدوان وترفض الرضوخ لاستحقاقات السلام، وأن اتفاقية كامب ديفيد التي تم توقيعها قبل خمس وأربعين عاماً بين مصر و”إسرائيل” لن تجبر الشعب المصري على إنهاء حالة العداء مع الإسرائيليين، وأن اتفاقيات التطبيع التي تم توقيعها مع بعض العرب لن يلتزم بها الشعب العربي الرافض للاحتلال الإسرائيلي وجرائمه التي تنفذ بدعم أمريكي.

إن إسرائيل تعيش هذه الأيام أقسى أيامها فالخطر الذي داهمها ليس حدثاً عابراً يمكن تطويقه والانتقام من منفذيه بغارات جوية وتهديم منازل وأبراج سكنية وقتل نساء وأطفال، وإنما هو خطر وجودي ينذر بنهاية ليست سعيدة لكيان تم زرعه في قلب الأمة العربية وتم تزويده بأسلحة متطورة تضمن له التفوق على دول الإقليم مجتمعة، لكن قوى المقاومة في غزة وفي لبنان وفي الضفة مزقت ذلك التفوق المزعوم وكتبت دروساً ناصعة في البطولة ووضعت إسرائيل على طريق لا يؤدي إلى النهايات السعيدة.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *