خبر عاجل
دفعة جديدة من بوابات الإنترنت… مصدر في السورية للاتصالات لـ«غلوبال»: 125 ألف بوابة قيد التجهيز والتوزيع انفراجات في أزمة النقل بعد أسبوع قاسٍ من المعاناة… عضو مكتب تنفيذي بمحافظة اللاذقية لـ«غلوبال»: المخصصات من المازوت تزداد تباعاً جهود متواصلة للتوعية ومنع الملوثات… مديرة الصحة المدرسية لـ«غلوبال»: الحرص على تعقيم الخزانات وضبط المقاصف المدرسية تردي جودة ونقص في وزن الربطات… عضو المكتب التنفيذي المختص بدرعا لـ«غلوبال»: أي سوء صناعة للخبز فهو حتماً ليس بالمخابز العامة سيارات “اللفة” تنتشر في السويداء… مدير النقل لـ«غلوبال»: لاتوجد إحصائية دقيقة بأعدادها لكنها تتجاوز العشرة آلاف سيارة أمطار غزيرة شهدتها طرطوس أعلاها في بانياس 108 مم… مدير مكتب الحمضيات لـ«غلوبال»: جيدة لجميع المحاصيل “ريد كاربت” يعيد الكاتب مازن طه إلى الكوميديا درع الاتحاد.. حطين يفوز على الجيش والشعلة يتفوق على الطليعة انفراج في أزمة المحروقات… عضو المكتب التنفيذي لقطاع المحروقات بدمشق لـ«غلوبال»:أزمة الموصلات في طريقها للحل الدكتور فيصل المقداد نائباً لرئيس الجمهورية
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

“طوفان الأقصى” والسلام النازف

خاص غلوبال – محي الدين المحمد

لعل من أفظع الأوهام التي تراود المهرولين نحو التطبيع أن “طوفان الأقصى” الذي اجتاح العمق الإسرائيلي وأصابه في الصميم هو لتعطيل “عملية السلام” التي يتحدث عنها البعض وكأنها موقعة بالأحرف الأولى من خلال ضمانات قدمتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى ولي العه‍د السعودي محمد بن سلمان لإنجاز عملية التطبيع بين السعودية وإسرائيل، وأن “طوفان الأقصى” وما خلّفه من قتلى إسرائيليين ومن أسرى ومن إنجاز عسكري يعتبر من أهم الإنجازات العسكرية في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، وهو قد يرقى إلى ما أنجزه العرب مجتمعين في حرب تشرين التحريرية، مع أن حرب تشرين عام 1973 كانت آخر الحروب التقليدية.

إن التطور الهائل في الأسلحة الذكية والوسائل الإلكترونية التي حصلت “إسرائيل” على أحدثها وأكثرها فتكاً قد أصاب قادتها بالغرور وتوقعوا بأن المواجهات مع العرب ومع المقاومات في فلسطين وفي لبنان وفي دول الطوق ستبقى محدودةً، ويمكن السيطرة عليها بأقل الخسائر، وخاصةً الخسائر البشرية التي تتحاشى “إسرائيل” وقوعها كي يبقى المستوطنون ومن يريد الهجرة من يهود العالم إلى فلسطين المحتلة بقناعة تامة أن “إسرائيل” قادرة على حمايتهم.

وبالتالي فإن غرور امتلاك القوة يجعل تفكيرهم بدفع استحقات السلام غير وارد نهائياً، فهم يريدون تطبيعاً مجانياً، ولن ينفذوا أي ضمانات أمريكية، وإن ضمانات السلام التي يتحدثون عنها مجرّد أوهام.

إن مفاوضات السلام التي استضافتها مدريد عام 1991 انطلقت تحت الرعاية الأمريكية وفق مبدأ “الأرض مقابل السلام”، وتقضي بأن تنسحب “إسرائيل” من الأرضي التي احتلتها في حرب الأيام الستة، وتقام دولة فلسطينية كاملة السيادة عاصمتها القدس الشريف، وتضم غزة والضفة الغربية، وتسوية أوضاع اللاجئين بالعودة إلى ديارهم تنفيذاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194، أو دفع التعويضات المادية لمن لايريد العودة مقابل تطبيع العرب معها.

لكن أمريكا لم تفِ بتعهداتها و”إسرائيل” عارضت حل الدولتين أو مبادلة السلام بالأرض، وهي أصلاً لم تنفذ أي قرار من قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي، ما يعني أن أي ضمانات تقدّمها أمريكا للمطبعين ستبقى حبراً على ورق، فأمريكا في كثير من الأحيان تنكث بوعودها ولا تنفذها، بل رؤساؤها يتنصلون من وعودهم الإنتخابية أيضاً، كما فعل بايدن الذي وعد الناخب الأمريكي بأن يعود إلى الاتفاق النووي الإيراني فور وصوله إلى البيت الأبيض، وقد أصبح على وشك الخروج منه وتسليمه الى رئيس جديد ولم ير وعده هذا النور.

“طوفان الأقصى” قد يجرف معه أوهام التطبيع لكنه ليس سبباً في تعطيل “عملية السلام”، غير الموجودة أصلاً التي يتحدثون عنها وكأنها باتت في جيب دولٍ من المنطقة.

وإن المتابع يلحظ بأن عملية الانتقام الإسرائيلي على الأعمال البطولية التي نفذها مقاتلو حماس والجهاد الإسلامي والفصائل الأخرى تخطت كل القوانين والأعراف الدولية من حيث الإفراط في استخدام القوة أو في التركيز على الأهداف المدنية كالمدارس والمساجد والمشافي وسيارات الإسعاف والمنازل ومراكز اللاجئين حتى، وهي بذلك لا تنتقم بجنون فقط، وإنما تحاول بثّ الرعب والخراب لإجبار الفلسطينيين على اللجوء إلى مصر أو الدول الأخرى، وإفراغ المدن والأحياء من السكان لتسهل السيطرة عليها من خلال سياسة التجمعات السكانية المحروقة،وهذا من المفترض أن تتم مواجهته دولياً لأنه مخالف لميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية.

ولكن على العكس نرى بأن أمريكا والغرب سارعوا لنجدة “إسرائيل” وبرروا استخدامها للقوة المفرطة ضد المدنيين، والاتحاد الأوروبي قد يعقد اجتماعاً لوزراء خارجيته في مسقط لأن أمينه العام هناك ولا ينتظر حتى أن يعود إلى بلاده لأن الوضع خطر على “إسرائيل”.

أما الجامعة العربية فقد (وقد هنا للتقليل) تجتمع غداً تلبية لطلب مندوب فلسطين فيها وكأن الدماء النازفة في غزة وعملية التدمير الهائل التي تقوم بها “إسرائيل” أحداث اعتيادية لا تستحق من الأمين العام للجامعة أن يدعو لاجتماع فوري على مستوى المندوبين على الأقل.

”طوفان الأقصى“أصاب ”إسرائيل“ وداعميها في مقتل وهذا ما قد ينذر بتطورات خطرة قد تجرّ العالم إلى حرب إقليمية قد لا توفر أحداً من نيرانها، لكنها إن نشبت فستكون أمريكا والغرب و”إسرائيل” المحور الأشد دفعاً للأثمان الباهظة هذه المرة.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *