خبر عاجل
أجواء معتدلة نهاراً وباردة ليلاً… الحالة الجوية المتوقعة دفعة جديدة من بوابات الإنترنت… مصدر في السورية للاتصالات لـ«غلوبال»: 125 ألف بوابة قيد التجهيز والتوزيع انفراجات في أزمة النقل بعد أسبوع قاسٍ من المعاناة… عضو مكتب تنفيذي بمحافظة اللاذقية لـ«غلوبال»: المخصصات من المازوت تزداد تباعاً جهود متواصلة للتوعية ومنع الملوثات… مديرة الصحة المدرسية لـ«غلوبال»: الحرص على تعقيم الخزانات وضبط المقاصف المدرسية تردي جودة ونقص في وزن الربطات… عضو المكتب التنفيذي المختص بدرعا لـ«غلوبال»: أي سوء صناعة للخبز فهو حتماً ليس بالمخابز العامة سيارات “اللفة” تنتشر في السويداء… مدير النقل لـ«غلوبال»: لاتوجد إحصائية دقيقة بأعدادها لكنها تتجاوز العشرة آلاف سيارة أمطار غزيرة شهدتها طرطوس أعلاها في بانياس 108 مم… مدير مكتب الحمضيات لـ«غلوبال»: جيدة لجميع المحاصيل “ريد كاربت” يعيد الكاتب مازن طه إلى الكوميديا درع الاتحاد.. حطين يفوز على الجيش والشعلة يتفوق على الطليعة انفراج في أزمة المحروقات… عضو المكتب التنفيذي لقطاع المحروقات بدمشق لـ«غلوبال»:أزمة الموصلات في طريقها للحل
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

طوفان الهدهد!

خاص غلوبال ـ علي عبود

في الوقت الذي كان تضغط فيه أمريكا وفرنسا و”إسرائيل” على وقف جبهة إسناد غزة في شمال فلسطين المحتلة، تارة بالتهديدات وأخرى بالإغراءات، فاجأت المقاومة اللبنانية أمريكا وكيان العدو بعملية (طوفان الهدهد) الذي زلزل ”إسرائيل”، وصدم قياداتها السياسية والأمنية والعسكرية، فقد كان طوفاناً استهدف للمرة الأولى منذ 76 عاماً العمق الإستراتيجي للعدو.

وبما أن حيفا بما تشكله من مرفأ وتجمع عسكري وأمني وصناعي وسكاني، ويحتوي على مخازن للأمونيا والنفط والكهرباء..الخ، كان الحلقة الأولى من (طوفان الهدهد)، فإن السؤال الذي يُرعب قادة العدو: ماذا سيستهدف (الهدهد) في الحلقة الثانية التي ستبثها المقاومة قريباً؟.

وقد يكون هذا الطوفان الذي كشف عن تهديد وجودي للكيان للمرة الأولى ليس سوى مفاجأة واحدة من المفاجآت الصادمة للعدو التي وعده بها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

السؤال الذي سحيّر قادة العدو والذي سيطرحه كل الكتاب والمحللين في أمريكا و”إسرائيل” في القادم من الأيام: من أين انطلقت مسيّرة الهدهد؟

نعم، من أين انطلقت (الهدهد) من لبنان أم من البحر أم من داخل فلسطين المحتلة،
ومهما كان الجواب، فإن الحقيقة الساطعة أن (الهدهد) اخترق أهم منطقة حيوية واستراتيجية وأمنية في كيان العدو، ونشدّد على (أمنية) ففي ميناء حيفا يوجد أيضاً أسطول أمريكي مزود بأحدث تقنيات التجسس والرصد والاعتراض، ومع ذلك أخذ الهدهد (راحته) بالتجول على كامل مساحة حيفا وبسرعة بطيئة مزوداً بكاميرا تصوير عالية الدقة، ولم يكن من يتحكم بمساره مستعجلاً بدليل أنه قام بتصوير السيارات والطرقات بالإضافة إلى المواقع العسكرية والأمنية والحيوية..الخ.

وإذا كان العدو لم يتحمل عملية (طوفان الأقصى) على الحدود المباشرة لغلاف غزة، فشن على إثرها حرب إبادة ضد الفلسطينيين لاتزال مستمرة، دون أن يتمكن من القضاء على المقاومة الفلسطينية و”تحرير” أسراه، فهل سيشنّ حرباً شاملة على لبنان بعد أن هدّد (طوفان الهدهد) أهم منطقة استراتيجية أمنية وعسكرية وحيوية وتضم أهم ميناء في المنطقة بعد تفجير ميناء بيروت؟.

رسالة المقاومة اللبنانية أتت بتوقيت مناسب ومفاجئ أيضاً للأمريكيين ولقادة العدو معاً: لاتهددوننا نحن جاهزون لتدميركم!.

كان تهديد مبعوث الرئيس الأمريكي ”آمون هوكشتاين” للحكومة اللبنانية خلال زيارته الأخيرة للبنان قادماً من ”إسرائيل” فجاً ووقحاً، فقد خاطب كل من التقاهم بغطرسة واستعلاء: إما انسحاب حزب الله إلى شمال الليطاني أو الحرب على لبنان.

وكعادته فإن حزب الله ردّ على التهديدات الأمريكية و”الإسرائيلية” بتهديدات فعلية لاكلامية، فبعد دقائق من مغادرة هوكشتاين لبنان، وربما كان لايزال في الأجواء اللبنانية، فجّر الحزب (طوفان الهدهد) الذي زلزل ”إسرائيل” وكأنّ (الهدهد) يقول للعدو: من سيعيد من إلى العصر الحجري.

لقد بدأت وسائل إعلام العدو تتساءل مع محلليها ومسؤولين أمنيين سابقين بحيرة، بل برعب: كيف اخترق (الهدهد) منطقة محمية أمنياً من أجهزة أمريكية و”إسرائيلية”؟.

الملفت فعلاً أن هذا الاختراق مفاجئ بكل المقاييس الاستراتيجية، لأن حسب المعلومات التي تم الكشف عنها لاحقاً فإن التقنيات المستخدمة في المنطقة تمنع التصوير، ومع ذلك بثّ (الهدهد) صوراً عالية الدقة، وهو يمسح جغرافياً حيفا بكاملها على علو منحفض وكأنه يقوم بجولة ”سياحية”، وقال أحد الإعلاميين مزهواً: للمرة الأولى نشاهد حيفا عن قرب.

ومن المؤكد أن الرسالة وصلت سريعاً إلى قادة العدو ومعهم قادة البنتاغون، فعلى الرغم من أهمية المواقع التي صورها (الهدهد)، فإن الرسالة الفعلية ليست بمعرفة مواقع العدو الأمنية والعسكرية والاقتصادية والحيوية..الخ، وإنما بالتفاصيل التي بثها (الهدهد) حول كل موقع، وهذه التفاصيل ليست من مهام أي طائرة تجسس، وإنما هي معلومات إستخبارية لايمكن جمعها إلا من الداخل، وقد دفع ذلك إلى تساؤل بعض المحللين الأمنيين: هل لدى المقاومة اللبنانية ”عيون” في فلسطين المحتلة؟.

مهما كثرت التحليلات في القادم من الأيام فإن رسالة المقاومة اللبنانية لقادة ”إسرائيل” وصلت: هذا بنك أهدافنا التي سندمرها بصواريخنا الدقيقة بعد دقائق قليلة من شنكم للحرب على لبنان.

والمسألة لا تتعلق باستهداف أهم منطقة حيوية في ”إسرائيل” فقط، وإنما بتهجير 260 ألف مستوطن جديد سيشكلون ضغطاً بشرياً واقتصادياً غير مسبوق، وقد يقوم بعضهم أو معظمهم بمغادرة الكيان إلى غير رجعة كما فعل عدد كبير من مستوطني الشمال وغلاف غزة.

لنلخّص الموقف بالتالي: أتى مبعوث بايدن إلى لبنان برسالة تهديد، فعاد سريعاً إلى ”إسرائيل” مسبوقاً بفيديو يهدد وجودها ويبشرها بهزيمة ساحقة، ليس أقلها تدمير مرفأ حيفا كرد على تدمير العدو لمرفأ بيروت.

وإذا كانت مؤسسة ”ألما الإسرائيلية” قدرت إن بإمكان المقاومة اللبنانية إطلاق 8000 صاروخ يومياً خلال العشرة أيام الأولى من الحرب الشاملة، و2000 صاروخ يومياً بعد ذلك، فهذا يعني أن كل صاروخ مجهز لتدمير هدف عسكري وأمني وحيوي داخل فلسطين المحتلة، وتحديداً في منطقة حيفا خلال الدقائق الأولى لاندلاع الحرب.

ورسالة المقاومة في منتهى الوضوح: صواريخنا جاهزة ومضبوطة على أهدافكم في حيفا لاتحتاج سوى لكبسة زر، وهي رسالة ردعية وليست هجومية لأنها تقول للعدو: هذه أهدافنا في حال اندلاع الحرب!.

أما أكثر مايُقلق ”وحوش إسرائيل” فهو اكتشافهم بعد تدمير طائرتهم المسيرة المتطورة (هرمز 900) أن لدى المقاومة اللبنانية منظومة صاروخية لإسقاط الطائرات، وهي أيضاً رسالة ردعية بأن العدو لم يعد قادراً على التحليق في الأجواء اللبنانية كما كان يفعل سابقاً، فطائراته على مختلف أنواعها معرضة للسقوط بصواريخ المقاومة.

والأهم من كل ذلك، أن المقاومة لن تتصدى لجيش العدو داخل الأراضي اللبنانية بل ستقتحم الجليل وتقاتله على أراضي فلسطين المحتلة، أليس هذا ماتفعله منذ 8 تشرين الأول، بنقل المعركة إلى الداخل ”الإسرائيلي” للمرة الأولى منذ 76 عاماً.

الخلاصة: لاتفهم ”إسرائيل” سوى لغة القوة، وإذا جنّت أمريكا وفتحت حرباً شاملة ضد المقاومة اللبنانية سيجن العالم أيضاً (روسيا والصين وإيران وكوريا واليمن والعراق وسورية..الخ) وستتطور إلى حرب إقليمية فعالمية، وبالتالي فإن السؤال قبل اندلاع الحرب المجنونة الذي يفترض أن تجيب عنه أمريكا قبل ”إسرائيل”: من أين ستنطلق الصواريخ الدقيقة التي لاتُخطئ أهدافها باتجاه فلسطين المحتلة؟.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *