ظاهرة تمزيق الكتب أمام المدارس تتوسع… مرشد تربوي لـ«غلوبال»: تعبّر عن قلة احترام العلم وناجمة عن استمرار الطرق التلقينية وفقدان بهجة المعرفة
خاص دمشق – مايا حرفوش
في كل عام ومع انتهاء فترة الامتحانات العصيبة تتكرر ظاهرة قيام طلابنا بتمزيق كتبهم أمام أبواب المدرسة، في ظاهرة لم نجد تكييفياً أو تفسيراً لها.
فهل هذه الأفعال تعتبر إعلاناً عن انتهاء الامتحانات، أم احتفاءً ببدء العطلة الصيفية، أم تنطوي على دلالات أخرى نجهلها؟.
إن هذه الظاهرة وغيرها من الظواهر السلبية التي يقوم بها بعض الطلبة تزيد أيضاً من الأعباء التعليمية، وتعرقل عمليات جمع النفايات من قبل عمال النظافة.
ويقول سامر، أستاذ ابتدائي: إن المرور أمام المدارس بعد انتهاء الامتحانات يكشف لنا حجم السلوك السلبي الذي يمارس بحق الكتاب والمعلم في اعتداء على مسيرة عام دراسي بالكامل قضاها الطالب في الدراسة والمتابعة والتحضير والاستعداد للاستفادة مما هو موجود في الكتب من علم ومعرفة واجتياز هذه الامتحانات، ليتمكنوا من الانتقال إلى صفوف دراسية أعلى.
بدوره المرشد التربوي، أحمد محمود، أوضح في حديث لـ«غلوبال»، أن هذه الظاهرة خطيرة جداً من عدة نواحي، فهي من جهة تعبر عن التقليل من شأن العلم ودخوله كمعيار للمفاضلة الاجتماعية لصالح تفشي الثقافات المادية التي غالباً ما نزعم أنها لا تمت لمجتمعاتنا بصلة.
كما أنها تؤشر إلى تبعات الخراب التي عصفت بمجتمعنا إثر تداعيات الأزمة والتي للأسف لم تعالج بالشكل الصحيح، ولم تبدأ بعد عمليات شاملة لبناء وإعادة بناء الإنسان والفكر وفق أسس تماشي التطور والواقع وتخاطب العقل دون أن تدعو لتغييبه.
وتابع محمود: كما نلاحظ أنه رغم التطور ودخول التكنولوجيا والإنترنت ضمن مجتمعنا إلا أن العلم ما زال يمنح للطالب بطريقة التلقين؛ فالطالب يحفظ ما بين دفتي الكتاب، وأحياناً مع الفواصل والنقاط وشكل الصفحة، دون أن يربط المعلومة بالواقع أو يحاول تطويرها.
وأوضح أنه بإمكان أغلب الطلاب الدخول عبر متصفحات البحث واليوتيوب وغيرها من المواقع الموسوعية التي يمكن أن ترفدهم بمنهاج مرحلة دراسية كاملة عبر عدة مقاطع فيديو واضحة ومصورة وعملية، بل تتضمن تعليقات وتفاعلات تزيد لديهم من بهجة المعرفة، كل ذلك فاقم القطيعة بين طالبنا والكتاب، وبين عقولنا المستقبلية والقيم المضافة العلمية للأسف.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة