عجز إداري مدمر وإحباطات بالجملة..!
خاص غلوبال – هني الحمدان
متى يصاب الإنسان بالإحباط، وماذا بعد هذه الحالة التي قد تصيب أناساً كثر؟، وتشتد حدتها عندما تتعقد مسائل لها تماس مباشر بحياة المواطن، وعلى صلة بصحته ومسكنه وغذائه وتنقلاته وغيرها من الاحتياجات التي لا يمكن الاستغناء عن أي منها..!
وربما يصل الإنسان للإحباط التام عندما يرى ويقتنع ويلمس حقيقة من تعلق عليه الآمال هو عاجز عن القيام بالإجراء أو الخطوة المنتظرة، أو يقوم بتنفيذ إجراء بديل لايرتقي إلى التوقعات، وهذا يحصل وحصل كثير في سياقات معيشة البشر وعلى جبهة الموظفين والعلاقات الإدارية المتبعة، وأحياناً في نوعية وخصوصية بعض القرارات الرسمية التي تصدرها الحكومة حيال بعض المسائل والخدمات التي تمس المواطن بالدرجة الأولى حيث القصور أو عدم التناسب ما بين المأمول والأزمة الحاصلة..
بتجرد تام صدرت بعض القرارات الرسمية من الوزارات لا تكن على درجة متناسقة مع تطلعات المواطن، بل كانت في معظمها مرهقة وذات آثار سلبية ثقيلة على مفاصل الأعمال والأنشطة، وتصادفنا باستمرار حالات التخبط والإحباط من قبل بعض المديرين أو ممن يتسيدون دفة القيادة ببعض المرافق والمؤسسات ترى تخبطهم في ظرف ما، أو يحيدون بسلوكهم إلى جانب غير موفق، أو يصدرون قرارات تكون بعيدة عن أرض الواقع.
المعالجات القاصرة تؤدي إلى نتائج مخيبة للآمال، مديرون لا يقدمون أي حلول ناجعة، ترهل على كل الصعد، مدبرون لا يملكون الرؤى والأفكار العلمية السليمة، وفي حال اتخذوا قرارات أو معالجات تأتي مع الأسف ضد المشكلة، فبدل أن تخفف من شدة تأثيرها يزداد لهيبها ووقوع المواطن بخسارة وعبء جديدين.
تعودت الإدارات الرسمية على إيجاد حلول قاصرة ومؤقتة، وقد تكون مدمرة إن صح التعبير، فهي لاتفهم المشكلات بشكل دقيق ولا تقدم معالجات مستدامة، وكثرت هذه التصرفات التي تسبب بشكل أو بآخر تراكمات أكثر تعقيداً وتزيد الهم هما.
بواقعية وحسب المشاهدات معظم الإدارات تفتقد إلى الحلول الإدارية والتنظيمية التي تساعد على معالجة التحديات بأقل الخسائر، هذه المهارات مفقودة عن جل الإدارات لوصولها بطرق ملتوية بعيداً عن أي كفاءات ومقدرة علمية، كل ذلك كان سبباً أساسياً في ترهل ومعالجات بعض الادارات حيال العديد من المشكلات اليومية والمعيشية والانتاجية، حتى على صعيد الفكر الإداري غير السوي الذي أوصل صورة الأعمال لدرجة لم تعد تنفع معها أي تدخلات وحلول مستقبلية.
فالصورة اليوم محبطة جداً، والنمطية هي السائدة، والأزمات تتعقد يوماً بعد آخر، لدرجة وصلت المشكلات لمستوى من الصعب إيجاد مخارج حلول لها بتلك السهولة الممكنة، جرعات الإحباط والترهل وفقدان الثقة زادت مفاعيلها وآثارها، فالصورة مشوهة وزادت قتامة.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة