عدوان إسرائيل سيحرق أصابعها
خاص غلوبال – محي الدين المحمد
حاولت “إسرائيل” وما زالت تحاول إيهام العالم أنها بريئة من الجريمة التي ارتكبتها ضد أطفال مجدل شمس وأنها بصدد الرد، مع أنها مستمرة في العدوان على لبنان، وعلى دول الجوار وعلى الضفة والقطاع، ليس من يوم السابع من أكتوبر في أعقاب طوفان الأقصى، وإنما منذ وعد بلفور مروراً بالنكبة والنكسة والاعتداءات التي تلتها، فهي تعتبر أن الحروب الاستباقية سبيلها الوحيد لإرهاب أصحاب الحق واستنزاف قدراتهم الدفاعية والاقتصادية.
والملاحظ أن حكومة العدوان في هذا الكيان الذي يرتكب جرائم الحرب المكشوفة والمدانة عالمياً تحاول تكريس القناعة لدى الرأي العام العالمي بأن كيانها في موقع الضحية، وبالتالي هو مُقدمٌ على الرد على جريمة هو الذي ارتكبها في مجدل شمس، البلدة العربية السورية التي رفض أهلها أن يكونوا إلا مع المقاومة داخل الأرض المحتلة وخارجها، وأن يقاوموا الاحتلال بكل الوسائل المتاحة، وبما يتناسب مع ظروفهم وإمكاناتهم.
السؤال المطروح الآن: لماذا أقدمت “إسرائيل” على شنّ عدوان على الضاحية الجنوبية لبيروت، المزدحمة بالسكان المدنيين بعد كل تلك الدراسات والخطط، المزعومة للرد، وهل تستطيع إقناع أحد في هذا العالم بأنها تثأر لضحايا مجدل شمس الذين قتلتهم عامدة متعمدة، وخاصةً أن أهل الجولان أولياء الدم رفضوا رفضاً قاطعاً أن يستقبلوا أعضاء حكومة الإجرام بما فيهم نتنياهو، بل طردوهم شرّ طرد، كما رفضوا أن يتهموا زوراً حزب الله بتلك الجريمة البشعة التي أودت بحياة أطفالهم.
وبهذا المعنى فإن إدعاء “إسرائيل” أن قصفها اليوم للضاحية هو في إطار الرد وحق الدفاع عن النفس، وفق ما يكرّره المسؤولون الأمريكيون وبعض متصهيني الغرب، ما هو إلا قلب للحقائق لأن “إسرائيل” نفذت تهديدها ليس بالرد فحسب، بل بتوسيع دائرة العدوان لتصل إلى حارة حويك في الضاحية الجنوبية.
ومع هذا العدوان الجبان على حي سكني قصدت “إسرائيل” أن تغير قواعد الاشتباك في جريمة موصوفة تستدعي بكل تأكيد رداً يتناسب مع فداحة الجريمة المرتكبة، وعليها وعلى داعميها تحمل تبعات هذا العدوان الذي لا يمكن تبريره لأنه ليس اعتداء على لبنان فقط، بل اعتداء على القانون الدولي وتجاوز للقوانين والاتفاقيات الدولية للحرب التي تحرم استهداف الأحياء السكنية، في مخالفة متعمدة لكل الدعوات التي وجهتها معظم دول العالم لضبط النفس كي لا تتوسع ساحة الصراع، وتجر المنطقة والعالم إلى ما لا تحمد عقباه.
إن “إسرائيل” لعبت ولاتزال تلعب بالنار، ومن يلعب بالنار لا بد أن يدرك حقيقة أنه سيحرق أصابعه عاجلاً أم آجلاً.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة