عدوان صهيوأمريكي وقمة عربية على المحك
خاص غلوبال – محي الدين المحمد
عشية انعقاد القمة العربية الاستثنائية التي تستضيفها المملكة العربية السعودية تراود المتابع العربي أمنيات وهواجس وقلق من نتائج هذه القمة التي تعقد على وقع حرب الإبادة التي ترتكبها “إسرائيل” بحق الشعب الفلسطيني بدعم وإسناد من الإدارة الأمريكية التي لاتزال حتى الآن ترفض وقف إطلاق النار الذي يطالب به العالم أجمع، بل ترفض مجرّد التصريح أنها مع وقف إطلاق النار، وهي تعلم أن أسلحتها التي زودت بها “إسرائيل” قد دمرت نحو ثلث أحياء قطاع غزة وساهمت بتشريد أكثر من مليون وأربعمئة ألف شخص، وقتلت ما يصل إلى أحد عشر ألف مدني، أربعين بالمئة منهم أطفال.
الأسلحة أمريكية والأصابع الإجرامية التي تضغط على الزناد إسرائيلية ما زالت تنتقم من الأبرياء ليس في قطاع غزة فقط، وإنما في الضفة الغربية وفي لبنان وسورية، في وقت تتحدث فيه واشنطن عن “هدن إنسانية” وتعلم تمام العلم بأن تلك الهدن التي تتحدث عنها هي “استراحة للقاتل” لمدة ساعات يمكنه خلالها أن يعوّض بقتل من نجوا من تلك الهدنة المهزلة بصاروخ واحد بعد انتهائها، بل يمكن لمجرمي الحرب الإسرائيليين أن يقتلوا ما يمكن توفيره في الساعات الأمريكية الأربع سلفاً حتى قبل أن تبدأ الهدنة.
معظم دول العالم، وكل الشعوب تتضامن مع الشعب الفلسطيني، بما فيها الشعب الأمريكي الذي يتظاهر أمام الخارجية الأمريكية وأمام البيت الأبيض تنديداً بالجرائم الإسرائيلية، ويطالبون بحقوق الشعب الفلسطيني الذي يتعرّض لكل ما منعته اتفاقيات جنيف الأربع وللتهجير القسري والإنتقام الجماعي والحصار، وحرمانه من أي مكان آمن في قطاع غزة الذي حوله العدوان الفاشي الصهيوأمريكي إلى “مقبرة للأطفال” على حد تعبير الأمين العام للأمم المتحدة.
نأمل أن تحمل تلك القمة العربية بنوداً ومخرجات تساهم في الضغط على المجتمع الدولي وإجباره على إيقاف هذا الإجرام المستمر، وأن تسهم في توحيد صوت العرب وتمكينهم من لعب أقوى أوراقهم إنقاذاً للشعب الفلسطيني، فهل سيتحقق ذلك؟.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة