عدوى الاستيراد تصل إلى الزعتر الحلبي… رئيس جمعية المواد الغذائية لـ”غلوبال”: بعض العائلات تشتري البن بـ”الوقية” أو الملعقة
خاص حلب – رحاب الإبراهيم
يبدو أن الزعتر الحلبي أصابه داء الاستيراد أيضاً، بحيث لم يعد منتجاً حلبياً صرفاً يتفاخر به أهل حلب، وأن حافظوا على بصمة صنعه وإعداده، ورغم ذلك يبقى أحد الخيارات المفضلة مع صابون الغار لكل زائر يقصد العاصمة الاقتصادية.
تطعيم الزعتر الحلبي بنكهات مستوردة أكده لـ”غلوبال” أحمد السباغ رئيس جمعية المواد الغذائية في اتحاد الحرفيين بحلب، بإشارته إلى 80% من المنتجات الداخلة في تصنيع الزعتر الحلبي مستوردة كالسمسم، لكن التصنيع والطحن يتم كالعادة بأيدي حرفيي من حلب، الذين يعملون قدر الإمكان على المحافظة على البصمة الحلبية.
ولفت السباغ إلى أن استيراد المواد الأولية لتصنيع الزعتر الحلبي، الذي كان منتجاً محلياً من ألف إلى ياءه، السبب الرئيس لارتفاع سعره وخاصة مع تحكم المستوردين الكبار في التسعيرة، ففي السابق كان سعر كيلو الزعتر لا يتجاوز 600 ليرة، واليوم تجاوز سعره 16 ألف ليرة.
تهرب من العقوبات
وأضاف السباغ أن هذا ينطبق على جميع المواد الغذائية وليس الزعتر الحلبي، وخاصة مع عدم وجود منافسة فعلية بين التجار بعد احجام كثيرين عن العمل وقيام قلة فقط في الاستيراد بسبب ظروف الحصار والحرب والواقع الاقتصادي الصعب، ما يتسبب في تحكم كبار التجار في التسعيرة، مع رفضهم إعطاء تجار المفرق فاتورة نظامية بغية التهرب من العقوبات التموينية، حيث يضعون تسعيرة مخالفة للأسعار الفعلية التي يبيعون فيها، إضافة إلى غياب الضمير والاخلاق التجارية التي كان يعرف بها التجار سابقاً.
“ربع” التكلفة
وشدد السباغ على أن غلاء المحروقات من المازوت والغاز، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، يشكل المسبب الحقيقي وراء ارتفاع أسعار المواد الغذائية، حيث يضطر أصحاب المحالات الاعتماد على الأمبير وشراء المحروقات من السوق السوداء، وهذا يؤدي إلى زيادة التكلفة، التي تزداد بطبيعة الحال على سعر المنتج ويتحمل المستهلك الفرق، مؤكداً أن المحروقات تشكل ربع تكلفة المنتجات تقريباً، بالتالي عند تأمينها سيؤدي ذلك حكماً إلى انخفاض السلع إلى مستويات مقبولة، مشيراً إلى سعي اتحاد الحرفيين على تأمين هذه المواد اللازم للعمل الحرفي لكن المشكلة في نقص الكميات الموردة إلى مدينة حلب.
شراء بـ”الوقية”
وبين السباغ أن جمعية المواد الغذائية تشمل 30 مهن حرفية تضم 1400 حرفي منتسب إلى اتحاد الحرفيين، في حين يوجد عدد كبير من الحرفيين غير منتسبين إلى الاتحاد كون الانتساب غير إجباري، مشيراً إلى أن من هذه المهن حرفيي الموالح والبن، مشيراً إلى انخفاض مشتريات أهل حلب من هاتين المادتين بعد ارتفاع أسعارهما وضعف القدرة الشرائية، بعد ما كانتا من المواد الأساسية على المائدة الحلبية، لدرجة أن بعض العائلات أصبحت تشتري اللبن بالوقية أو الملعقة، بغية التمكن من شرب القهوة، أما الموالح فقد أصبحت من الكماليات، بعد غلائها الكبير، بحيث أصحبت الكمية التي تباع إلى الزبائن قليلة جداً رغم ارتفاع سعرها حتى أن أصحاب المحال أصبحوا “يخجلون” عند إعطائها لهم مقارنة سعرها الغالي.
وبين أن رغم هذا الواقع هناك إقبال جيد على العمل في مجال المواد الغذائية، حيث يصر الحرفيين على العمل والتأقلم مع الظرف القائم، مشدداً على أن أصحاب المحال الغذائية يربحون ولا يخسرون كما يروج، فحتى مع هذا الغلاء هناك إقبال جيد من بعض الفئات الاجتماعية على شراء المواد الغذائية وحتى الكماليات وبكميات كبيرة.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة