عذراً منكم يا مصرف سورية المركزي
خاص غلوبال – زهير المحمد
لا أحد يلوم مصرف سورية المركزي إذا طالب أصحاب البطاقات المدعومة بضرورة فتح حساب مصرفي لتسهيل عملية وضع ما يستحقه من فوارق أسعار المواد المدعومة فور تحرير أسعارها، لكن المؤسف حقاً أن يهدد الذين لم يفتحوا حسابات في المصارف بحرمانهم من حقوقهم الشرعية والقانونية، وأن يعتبر هؤلاء كالمستنكفين عن قبول توجيهات المصرف والزاهدين بتلقي مخصصاتهم من أموال الدعم، ويهددهم بالحرمان حتى ينجزوا فتح الحساب الذهبي، ويعتبر أن مخصصات الدعم غير قابلة للاستدراك بمفعول رجعي.
مؤسف حقاً، لأن مخصصات الدعم لكل بطاقة ذكية من المفترض أن يتم استدراكها ولو بعد أعوام، لأن معظم المواطنين من الطبقة الوسطى ومن أصحاب الرواتب والأجور، وجميع الذين كانوا يعيشون حياة مقبولة وربما ميسورة لديهم حسابات مصرفية بالأصل، يضاف إليهم جميع من لديه تكاليف فتح الحساب مع أجور المواصلات ومن لديهم معارف أو واسطات في فروع البنوك تجنبهم الانتظار طويلاً استطاعوا فتح حسابات جديدة، أما من لم يفتح حساباً مصرفياً حتى الآن فهم الفئة الأكثر فقراً والأكثر حاجة لكل قرش يأتيهم من الدعم أو من خارجه، وهم بحاجة للمزيد حتى ولو لم تحرر الأسعار، لأن بعض الأسر تعاني الأمرين لتأمين ثمن ربطات الخبز المدعومة وتقطع مسافات طويلة لشراء مخصصاتهم من الأفران مباشرة لتوفر مئة ليرة في كل ربطة.
فهل تستطيع مثل هذه الأسر أن تشتري الربطة بأربعة آلاف أو بثمانية آلاف إذا تم تعويم السعر الى مستوى التكلفة وفق ما قدرها أحد المعنيين بالأفران، أو أن يشتري جرة الغاز بمئة وسبعين ألف ليرة وهو يذوق الأمرين حتى يؤمن سعر الجرة المدعومة المسعرة بخمسة عشر ألف ليرة يضاف إليها خمسة عشر ألفاً أو أقل بقليل للمعتمد؟.
وبالتالي ومع مشاركتنا لتنفيذ ما يطلبه المركزي من ضرورة الإسراع بفتح الحسابات، نأمل ألا تتم معاقبة من لم يستطع فتح الحساب بلقمة عيشه، وأن يتم صرف المبلغ المخصص للدعم حتى لو تأخر عدة أشهر، لأن تعويض الدعم هو تماماً كالراتب ولايموت الراتب إذا تأخرنا في قبضه سنوات عديدة، وحتى من يتوقف راتبه لأسباب قانونية يستعيد كامل رواتبه فور معالجة الأسباب التي أدت إلى إيقافه.
وما نأمله أن يعتبر المركزي أموال الدعم للمستحقين أمانة في عهدته حتى ينجزوا ما يترتب عليهم، مع الأمل بأن يوفق الجميع في الانتهاء من هذه المهمة، وأن يكون الازدحام على كوى فتح الحساب في البنوك قد تلاشت، لأن حرمان أي أسرة من تعويضاتها ولو لشهر واحد هو تعد على لقمة العيش التي بات الحصول عليها من أصعب المهمات اليومية لمعظم الأسر، وفق ما تشير الدراسات وما يقوله الاقتصاديون وما يلمسه كل من يتابع حركة البيع والشراء في الأسواق.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة