خبر عاجل
دفعة جديدة من بوابات الإنترنت… مصدر في السورية للاتصالات لـ«غلوبال»: 125 ألف بوابة قيد التجهيز والتوزيع انفراجات في أزمة النقل بعد أسبوع قاسٍ من المعاناة… عضو مكتب تنفيذي بمحافظة اللاذقية لـ«غلوبال»: المخصصات من المازوت تزداد تباعاً جهود متواصلة للتوعية ومنع الملوثات… مديرة الصحة المدرسية لـ«غلوبال»: الحرص على تعقيم الخزانات وضبط المقاصف المدرسية تردي جودة ونقص في وزن الربطات… عضو المكتب التنفيذي المختص بدرعا لـ«غلوبال»: أي سوء صناعة للخبز فهو حتماً ليس بالمخابز العامة سيارات “اللفة” تنتشر في السويداء… مدير النقل لـ«غلوبال»: لاتوجد إحصائية دقيقة بأعدادها لكنها تتجاوز العشرة آلاف سيارة أمطار غزيرة شهدتها طرطوس أعلاها في بانياس 108 مم… مدير مكتب الحمضيات لـ«غلوبال»: جيدة لجميع المحاصيل “ريد كاربت” يعيد الكاتب مازن طه إلى الكوميديا درع الاتحاد.. حطين يفوز على الجيش والشعلة يتفوق على الطليعة انفراج في أزمة المحروقات… عضو المكتب التنفيذي لقطاع المحروقات بدمشق لـ«غلوبال»:أزمة الموصلات في طريقها للحل الدكتور فيصل المقداد نائباً لرئيس الجمهورية
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

على أراضٍ سوريّةٍ يحتلها”تحالف واشنطن”.. يقتل ويعتقل مدنيين ويبرر الجريمة “بالخطأ”

خاص غلوبال – شادية اسبر

في عملية وُصفت بالأولى من نوعها في سورية، كونها خُصّصت لإعادة معتقلين على متن طائرات، هبطت مروحية أمريكية في منطقة حاوي العباس بالقرب من محطّة الري الثانية في قرية الزر بريف دير الزور الشرقي، وأنزلت شخصين.

يقول التحالف الذي شكّلته واشنطن العام 2014 بزعم محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي، إن الشابين اعتُقلا عن طريق الخطأ، خلال عملية إنزال جوي نفّذتها قوات خاصة، خلال كانون الأول الجاري.

نزل الشابان، وغادرت المروحية الأمريكية منطقة هبوطها، عائدة إلى قاعدة أمريكية غير شرعية، أقامتها قوات الاحتلال الأمريكي في حقل العمر النفطي بدير الزور، وفق ما أكدت مصادر محلية من المنطقة، وأوضحت أن العملية جرت في الـ 11 من الشهر الجاري، وهي ليست المرة الأولى التي “تعتقل” قوات “تحالف واشنطن” و”قسد” أشخاصاً مدنيين، ثم تقولان “عن طريق الخطأ”، أثناء عمليات إنزال واقتحامات تنفذانها في أرياف دير الزور والحسكة.

الخبر تزامن مع رسالة وجهتاها مشرعتان في الكونغرس الأميركي اتهمتا فيها وزارة دفاع بلادهما “البنتاغون”، بإخفاء عدد الضحايا المدنيين الذين وقعوا نتيجة قصف قواتها مواقع في سورية.

وكتبت السيناتور إليزابيث وارن والنائبة سارة جاكوبس في الرسالة الموجهة إلى لويد أوستن إن “التباين الشاسع بين التقارير المستقلة والتحقيق في وزارة الدفاع يثير مخاوف، ويقوض صدقية وزارة الدفاع في الإبلاغ بشأن الضحايا المدنيين”.

وبالتركيز على كلمة “صدقية” في عبارة “يقوض صدقية البنتاغون” التي أوردتها المشرعتان الأمريكيتان، فإننا لا نحتاج نحن السوريون، ولا أخوتنا في الدول المجاورة، كما لا يحتاج أي إنسان في أي دولة على هذه الأرض، دليل واحد على أن البنتاغون فاقد للصدقية منذ إنشائه، لكن المهم هنا أن المثل القائل “أهل مكة أدرى بشعابها” ينطبق على الحالة الأمريكية هذه، فالكونغرس تحدث عمّا يقوّض صدقية البنتاغون، وأحداث كثيرة تؤكد ذلك.

قتل مدنيين “بالخطأ”، واعتقال مدنيين “بالخطأ” أيضاً، هي عبارات تتكرر مع كل بيان حول عملية أمريكية مزعومة بأنها ضد “تنظيم داعش”، فالقتل عادة أمريكية لا جديد فيها، أما الاعتقال الخطأ فيفتح أسئلة كثيرة، تفتح بدورها أبوباً إلى مسارات عدة.

كثرت الأخطاء الأمريكية، ومن خلفها التحالفية، ونحن المتابعون المتضررون نسأل، إذا كان البنتاغون، بعدته وعتاده وأمواله واستخباراته، يخطئ في معلومات عن شابين يقطنان قرية صغيرة، تحيط بها عشرات القواعد الأمريكية، اللاشرعية منها والشرعية، المنتشرة على الأراضي السورية والعراقية، وفي المنطقة كلها؟ فإن هذا المسمى “دفاع أقوى دولة في العالم” ومعه تحالفه، لا يعلمون شيئاً، أو أنهم يعلمون، وهذا الأخطر.

وفي كلا الحالتين التحالف المزعوم لم يكن وجوده لازماً، ولا يلزم اليوم، ولن يلزم غداً، للقضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي، إنْ سلمنا جدلاً أنه يريد ذلك، أو يعمل عليه، وقد أتثبت الوقائع والنتائج على الأرض عكس ذلك. نسأل أيضاً، إذا كان البنتاغون أخطأ في الشابين، فلماذا احتفظ بهما 14 يوماً قبل إعادتهما؟ ولماذا حرّك مروحياته لنقلهما، وإعادتهما إلى حيث أخذهما؟ هل أخرجهما من سورية إلى واشنطن مثلاً؟ أكان يحاول تجنيدهما؟ فشل في ذلك، أم نجح؟! هل عادا بمهمة رسمية سريّة، أم كانا فيها أصلاً؟؟ هنا لا نتحدث عن الشابين بشخصيهما، بل الحديث ينسحب على جميع من أخذهم تحالف واشنطن “بالخطأ” المزعوم، وأعادهم، فالحالة مثيرة للشك أكثر منها للتصديق بمئات المرات.

وقبل إغلاق تساؤلاتنا عن شكل وأسباب حالتي الاعتقال بالخطأ والقتل بالخطأ الأمريكيتين، يبقى سؤال في هذا الجانب عن المحاسبة على الأخطاء، فلماذا لا تحاسب واشنطن، وهي متزعمة “الديمقراطية والقوانين الإنسانية”، مرتكبي الخطايا من قواتها؟ ولماذا لا يحاسبها المجتمع الدولي المفترض على جرائمها التي فاضت، وهي “الخطّاءة” الأكثر شهرة عالمياً؟ أسئلة أخرى لا تنتهي، عن خطأ وصواب سياسات واشنطن؟ عن خطواتها ومخططاتها؟ أفعال قواتها ومهامهم؟ معلومات استخباراتها وأدواتهم؟ جرائم الأمريكيين وسرقاتهم؟فهل سيأتي يوم يرسل مشرعون أمريكيون رسالة يقولون فيها، إن مئات الصهاريج المحملة بالنفط السوري المنهوب من حقول الجزيرة السورية، اتجهت بالخطأ إلى القواعد الأمريكي في كردستان العراق؟ أن قوافل القمح المسروق، أُنزلت حمولتها “خطأً” في مخازن أمريكية، وأن آثار وموارد وثروات أفغانستان والعراق وسورية وليبيا وغيرها الكثير من الدول، ذهبت عائداتها إلى الخزينة الأمريكية بالخطأ؟ ننتظر وقد تعودنا صبر الانتظار، دون الإنكسار.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *