على بساط أحمدي
غلوبال اقتصاد
خاص غلوبال – مادلين جليس
بعد مرور أكثر من نصفه، تبدأ وتيرة الاحتفاء بالشهر الكريم تقل لدى أغلب العائلات السورية، الذين أرهقت جيوبهم لكثرة ما وضعت أيديهم بها وأفرغتها من كل محتوياتها، حتّى بدت متهدلة كالبالون الذي أفرغ منه الهواء.
خاصة أن أسعار الخضر والفواكه لم تتوقف عن الارتفاع، ولم يعمل تجار السوق بمنطق “التراحم” في الشهر الكريم، وبدل أن يرحموا الناس البسطاء وذوي الدخل المحدود، رحموا التجار الكبار وزادوا على أموالهم المكدسة، أموالاً أكثر، كي لايخسروا ولا مليم واحد في سوق الطعام.
أما سوق الألبسة، فله “موال” ثانٍ يغنيه أصحابه على ليلاهم، فبدون حسيب ولا رقيب بدأت محال الألبسة والأسواق بفرد بضاعتها لعرضها استقبالاً لفترة العيد، مع وضع تسعيرة جديدة أعلى وأكثر كسراً للجيوب على أمل تنفيق هذه البضاعة كلها خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك.
وعلى الرغم من أن الأسبوع الماضي شهد حركة شراء قوية وارتفاع اسعار أقوى نتيجة عيدي الأم والمعلم، إلا أن حركة العيد الصغير، أو عيد الفطر أقوى، وكفة الشراء فيها “تطبش” لصالح ألبسة الأطفال.
فالمواطن الذي يقصر عن نفسه ويتنازل عن شراء قطعة لباس جديدة للعيد، غير قادر على التقصير عن أولاده، ولا يستطيع أن يتنازل ولا حتى عن قطعة واحدة من لباسهم، فالعيد للأطفال قبل كل شيء والفرح فرحهم.
كل ذلك دون أن ننسى أن هذه الكائنات الصغيرة البريئة تكبر بسرعة، والثوب الذي كان يطابق مقاس طفل هذا العيد، حتماً لن يطابقه في العيد القادم مع أن فرق الأشهر بين العيدين قليلة، عدا عن الموضة التي تختلف بين شهر وآخر، والتي تجعل أطفالنا منبهرين بجديدها، ساعين نحوه، أما نحن فلا حول ولاقوة لنا أمام رغبتهم العامرة بالفرح، فغيوم السنوات القاسية التي شهدناها، والظروف الأقسى التي عشناها ولانزال نعيشها حتى هذه اللحظة، سنسعى بكل ما أوتينا من عزيمة ومحبة ألا تزور أطفالنا، وألا يشعروا بثقلها وسوادها كما شعرنا نحن.
راجين من الله أن يرأف التجار لحال المواطن، ويكونوا عوناً له في رسم ابتسامة العيد على وجوه أطفاله.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة