عندما يتمدد الوجع..!
خاص غلوبال – هني الحمدان
كلنا موجوعون، وصلنا لدرجة ننتظر المجهول وهذا الذي يقودنا للموت، فلم تعد تفرق عند الكثيرين..!
الوجع شاسع جداً، والموت كثير، موت كل الصفات الجميلة، موت القيم والعادات والتقاليد التي كانت محل فخر واعتزاز وأصالة، موت الإنسانية وتحول البعض إلى مايشبه الوحوش لاهم لهم سوى أكل لحوم أقرانهم طمعاً بالمادة، صار الابن يقتل أباه، و الابنة تسرق بيت أهلها مع عشقيها، وهاوي السرقة يقتل الإنسان البريء، بلا أي ضمير أو أن يهتز له جفن..
الغلاء غير كل شيء وحول النفوس إلى “عبدة ” للفلوس، ومن أجل المال والليرات يعمل بعض البشر أفظع الأعمال ويرتكبون الجرائم، وحبوب المخدرات وصلت المدارس والجامعات وتجاوزت البيوت لتصل للأرياف والنساء حتى…!.
كلنا الآن عند حافة الهاوية، كأننا في انتظار زلة قدم كما يقال، فالوجع يتمدد وصار العلاج غائباً، انتظار الغياب والرحيل الأخير، في زمن مضى كنا ننتظر الشمس والمطر والبهجة والمناسبات لنجدد ضحكاتنا وتنتعش أساريرنا، لاينتابنا أي شعور بالضيق أو الحنق، بل شعور عارم بالمحبة وصفاء الروح ونقاء المسلك والسلوك..
الوجع اليوم يحشرنا بين حجارة الانتظار التي صارت ثقيلة جداً، كتمت عالنفوس والصدور وصارت عبئاً ثقيلاً، يأمل البعض أن تنتهي فصولها بالرحيل عن هكذا دنيا أصبحت مملة وقاسية..!.
ماذا ننتظر، هل ننتظر المفقود والغائب التالي الذي يحمل آلاماً، ما أصعب الواقع والوجع عندما يصبح كل شيء عادي، ما أصعب الواقع والحال عندما لا يستطيع الشخص البكاء على حدث..
فالعيون حبست الدموع وأبت أن تذرفها، وصور الوجع في كل الأرجاء، وأناس لا هم لهم سوى صناعة البؤس ينكرون حق الآخرين في الحياة، ويضربون بأحوال الناس عرض الحائط.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة