خبر عاجل
استمرار لخطوات التمصرف والتحول الإلكتروني… مدير الدفع الإلكتروني في التجاري السوري لـ«غلوبال»: إضافة 21 كازية جديدة إلى منظومة الدفع الإلكتروني غلاء مستلزمات الإنتاج يرفع أسعار العسل… مدير زراعة السويداء لـ«غلوبال»: الإنتاج المتوقع أقل من السنوات الماضية إجراءات لتأمين عودة الأهالي وترميم الأسواق التراثية… مدير كهرباء حمص لـ«غلوبال»: توزيع المحولات الواردة فوراً وتركيب 2‐3 منها أسبوعياً الانتخابات ستكون إلكترونية… عضو غرفة تجارة دمشق لـ«غلوبال»: الأولوية تشكيل الأعضاء المناسبين وتجاوز الأخطاء السابقة حسام جنيد يعلّق على خبر حصوله على هدية من “رجل أعمال” عمل كوميدي يجمع سامية الجزائري ونور علي وأيمن عبد السلام في رمضان 2025 ما التصنيف الجديد لمنتخبنا الوطني الأول؟ ما دور هوكشتاين بتفجير أجهزة البيجر في لبنان؟ “العهد” يحاكي البيئة الشامية برؤية مختلفة يعرض في رمضان 2025 اللاعب إبراهيم هيسار ينضم لنادي زاخو العراقي
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

عندما يغضب الجولان

خاص غلوبال – شادية اسبر

صرخة سوريّة، أطلقتها أرض الجولان المحتل اليوم بوجه آلة الإرهاب الإسرائيلية الصهيونية، وبملء الحناجر هتف أبناء الجولان: ” هذه الأرض لنا وهي أمانة في أعناقنا ولن نفرط بها ولن نتراجع مهما زاد إرهاب الاحتلال”.

بصدورهم الممتلئة بإيمانهم، وبإرادة وعزيمة المقاومة التي لم تنطفىء جذوتها يوماً في تلك الصدور، أكد الجولانيون حرفياً بأن ” التحرير آت، وإسرائيل إلى زوال، وهذه الأرض سوريّة وأغلى من أرواحنا، وسنحافظ عليها ولو كلّفنا ذلك الدم”.

قال السوريون الجولانيون وصدقوا، فالدماء قُدمت قرباناً للأرض منذ اليوم الأول لاحتلالها العام 1967 إلى تاريخ اللحظة، وما يقوم به أبناء الجولان اليوم ليس غريباً في التصدي لجرائم ومخططات الاحتلال الإسرائيلي.

يوم غضب وإضراب عام أعلنه أبناء الجولان السوري المحتل منذ أمس، رفضاً لإجراءات الاحتلال الإسرائيلي بحقهم وبحق أرضهم عبر إقامة ما يسمى “مشروع التوربينات” على أراضيهم الزراعية، ومنذ ساعات الصباح الأولى احتشد المئات من الأهالي في مجمع أبي ذر الغفاري بمنطقة المرج ليتوجهوا بعدها إلى منطقة الحفاير شرق قرية مسعدة، التي أغلق الاحتلال الطرق المؤدية إليها منذ أمس، وبدأ بتجريف مساحات من أراضيها الزراعية لتنفيذ مخططه الاستيطاني الجديد.

لم يمنع إغلاق قوات الاحتلال للطرق الأهالي من الوصول إلى المنطقة، فقد سلك أبناء الأرض الطرق الوعرة للوصول إلى حيث تقوم آليات الاحتلال بتجريف أراضيهم، كما لم تنفع تعزيزات قوات الاحتلال الكبيرة، وتحليق طيرانه المسير، ورصاص وقنابل غازه السام، في إسكات صوت الحق السوري، وكما أكد أبناء الجولان افتدوا أرضهم بدمهم، حيث أصيب العشرات منهم برصاص الاحتلال بينهم إصابات خطرة، ومنعت قوات الاحتلال سيارات الإسعاف من الوصول إليهم، واعتقلت 10 شبان.

موقف تاريخي مشرف جديد سجله أبناء الجولان السوري المحتل، في سجلهم الحافل بالمقاومة والبطولة والتضحية والصمود، ليكون مشهد محاولتهم فتح منافذ عبر السياج الفاصل بين جزئي الوطن، لنقل الجرحى منهم إلى مشافي وطنهم الأم، مشهد ترك أثراً بالغاً في وجدان كل سوري.

لم يقف باقي أبناء قرى الجولان مكتوفي الأيدي، المواجهات مع الاحتلال اتسعت لتنتقل إلى قرية مسعدة، حيث أحكم المتظاهرون الطوّق على نقطة قوات الاحتلال المتواجدة في القرية، ما أجبر سلطاته على إرسال رسائل لقادة المقاومة في الجولان طلباً للتفاوض، الأمر الذي ردّ عليه المقاومون بأنه لا تنازل عن إزالة التوربينات من أرضيهم وإطلاق سراح جميع المعتقلين.

وينفذ أهالي الجولان المحتل منذ العام 2019 إضرابات عامة وشاملة واعتصامات ومظاهرات ووقفات احتجاجية للتصدي لمخطط التوربينات، الذي يعد من أخطر المخططات الاستعمارية التهويدية التي تستهدف الجولان، في انتهاك للاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية الشعوب الواقعة تحت الاحتلال ولقرارات الأمم المتحدة، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981، التي تؤكد بأن جميع إجراءات الاحتلال في الجولان السوري المحتل لاغية وباطلة.

وبعيداً عن القرارات الدولية بخصوص الجولان والتي لم ينفذ الاحتلال أياً منها، فإن للأرض كلمتها الأقوى، وعندما غضب الجولان اليوم، اهتزت الأرض تحت الاحتلال، وكتب أبناء الأرض ملحمة بطولية جديدة في تاريخ النضال، فهم الثابتون الصامدون حتى آخر نفس من رجل وشيخ وامرأة وطفل، لن يتزحزحوا عن أرضهم مؤكدين، فالمقاومة عقيدة والصمود أمانة ورثوها من الأجداد وسيرثها الأحفاد في معركة الأرض، بمسار وطني لم ولن يتوقف، ووريد سوريّ لم ولن ينقطع.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *