عندما يكون التغيير ثقافة…!
خاص غلوبال – هني الحمدان
لوقتنا الحاضر هناك من لا يطرب إلى سماع فلسفة أو التوجه نحو التغيير سواء تغيير الأنماط والأعمال أو حتى تغيير الأشخاص بمواقع المسؤولية والقرار، بل أكثر من ذلك ربما يحارب هكذا خيار كلياً..!.
التغيير سنة الحياة وسمتها، فيه يكون التطوير إلى الأفضل في كل شيء، وينطوي تحت التغيير التعليم الذي يعد قيمة تراكمية للإنسان نحو المعرفة، أما التعلم فهو عملية تغيير وتطوير مستمرة لزيادة قيمة الإنسان.
ولا يمكن أن يتطور الإنسان إذا كان يقاوم التغيير والتطوير الهادف، الواقع اليوم يشير إلى وجود علاقة قوية بين مقاومة التغيير وتطوير وإصلاح الإدارات ونمطية الأعمال، فكلما كانت إداراتها وموظفوها يقاومون التطوير والتغيير الإصلاحي زادت احتمالية فشلها وخروجها من السوق بسبب عدم مواكبتها وتكيفها مع المتغيرات سواء المحيطة بها أو البعيدة عنها.
وليصبح التغيير والتطوير في مؤسسات الأعمال الربحية وغير الربحية ثقافة تتعاقب عليها الأجيال لابد من تنميته وترسيخه، وذلك بتشجيع جميع الموظفين على الإبداع والابتكار لمواكبة التغييرات في بيئة الأعمال، لكن هل تم اتباع هذا الطريق ياترى..؟.
يجب أن تسلك كل الإدارات العليا في كل قطاع خدمي حكومي واقتصادي ونقابي وحزبي أيضاً دوراً اساسياً في التغيير والتطوير وترجمته على أرض الواقع بعيداً عن أي التفافات وتقريب أشخاص وتحصينهم وحمايتهم كما يحصل في واقعنا اليوم، حيث لم تعد سياسة لا تحرك ساكناً مناسبة لبيئة أعمال اليوم لأن العالم يتغير بوتيرة متسارعة لا تعطي المتأخر عن الركب الفرصة للتسويف والتأجيل.
هناك إدارات، ليست فقط للمؤسسات والدوائر الحكومية هي المقصودة، بل جهات مشرفة على أعمال النقابات والاتحادات والجهات ذات الصفة الحزبية جاءت عبر مسارب ليست صحيحة، ولا تملك أي ثقافة لتحرك أي ساكن، جمدت الفكر الإداري والإبداع والابتكار والمبادرة فيها، ما يجعلنا نتحسر على ضياع الفرص المتاحة لبعض الإدارات نحو المنافسة العالمية لو كانت متكيفة مع بيئة الأعمال والمستجدات.
هناك مؤشرات اليوم نحو تغيرات قادمة يقال إنها ستشمل كل المناحي تنطلق أولاً من تغيير الأشخاص، وهذا يعد المرتكز المحوري الرئيسي، إيجاد وإسناد المهام والمناصب مهما تنوعت لأشخاص أكفاء هو بيت الداء لمعظم مشاكلنا وأزمات مجتمعنا..!.
إن الاختيار الناجح للقيادات المؤهلة والمؤمنة بالتغيير تعمل وفق متطلبات ذلك له أهمية كبيرة في نجاحه، لذلك يجب أن يكون التغيير والتطوير المستمر يدفع المنافسين نحو تحسين أداء الأعمال وتأدية المسؤوليات بكل حس وواجب وطني يعود بالخير على الوطن والمواطن.
ما نراه اليوم من تحسن في مستوى المعيشة والرفاهية في الدول المتقدمة كان نتيجة التغيير والتطوير المستمر في كل شيء، أشخاص وإدارات ومنهجية أعمال، فالمرحلة حرجة وتتطلب تغيرات شاملة تصحح كل الإعوجاجات التي تواجه أي خيارات نحو التصحيح الكامل لكل البرامج.
ففي الوقت الذي يعتبر التغيير مدخلاً يثير الريبة والتوجس في أدبيات التنمية التقليدية، وبالتالي فقد ظل يحمل معه دوماً عناصر فنائه كما يقال، نجد أن لهذه الكلمة مفعول السحر لدى كل الشعوب التي انتقلت من مرحلة إلى أخرى، تقدماً وعصرنة ورخاء، فهل نسعى ونسلك طريقاً يخفف من أوجاعنا وينهي معاناتنا، كثرت التحديات وقلت المبادرات والأعمال.
لنجدد كل شيء عل في ذلك نهج جديد يسهم في حل أو التماس حلول لنفق يكاد يطبق علينا بظلمته الحالكة..!!.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة