عودة البساط الشعبي إلى المنازل… مدير صالة للسجاد اليدوي بطرطوس لـ«غلوبال»: تراجع كبير في المبيعات أمام ضعف القوة الشرائية
خاص طرطوس – رفاه نيوف
على ما يبدو أصبحت العودة لتراث الأجداد في الكثير من متطلبات الحياة اليوم أمراً واقعاً، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تخيّم علينا.
كثير من سكان القرى وبعدما تخلو عن صناعة البسط اليدوية، من بقايا القماش أو ما يسمى بالعامية(بساط الشراطيط) أو البساط الشعبي، عادوا اليوم لاعتمادها في فرش أرضية منازلهم، بدلاً من السجاد الذي انضم لقائمة الكماليات والمنسيات بعد أن حلّق سعره، وكل أسرة تصنع حاجتها من البسط والبيع منه شبه معدوم واذا بيع فسعره رمزي.
فمتر السجاد اليدوي الصوف من إنتاج وحدات السجاد التابعة لمديرية الشؤون الاجتماعية والعمل، وصل سعره إلى 450 ألف ليرة، وبهذا سعر السجادة 6 أمتار 4 ملايين ليرة، وكذلك سجل سعر السجاد الصوفي الآلي ( معمل السويداء) 160 ألفاً للمتر الواحد في صالات السورية للتجارة، أما سعر السجاد الآلي غير الصوفي فأسعاره تتفاوت ما بين 200 – 500 ألف ليرة حسب طول الوبرة والمعمل وغيرهما.
مدير إحدى صالات مبيع السجاد اليدوي في صالات طرطوس أكد لـ«غلوبال» بأن سعر السجاد اليدوي تضاعف سعر المتر منه خلال شهر تشرين الأول الماضي، والذي كان يباع خلال فترة الصيف بسعر 200 ألف ليرة للمتر الواحد، وردّ هذا الارتفاع إلى الارتفاع الكبير لسعر المواد الأولية الداخلة بصناعة السجاد، وخاصة الصوف وتوقّع ارتفاعاً جديداً خلال الأشهر المقبلة،وتخوف من كساد كبير وتراجع في المبيعات في ظل الأسعار المرتفعة في السوق المحلية، لعدم قدرة المواطن على شرائه، وخاصة للسجاد اليدوي، ويرى الحل بإيجاد أسواق خارجية.
كل ما سبق سيدفع الكثير من سكان القرى والمدن لتدبر أمورهم كما فعلت أمهاتنا وجداتنا، بالاستفادة من مخلفات المنزل والبيئة وتدويرها، ومنها صناعة البسط التي شكلت تراثاً وذاكرة أجيال، لتعود اليوم وبقوة إلى الواجهة من جديد.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة