عيد الحب تكريم للدب وإذلال للمحب
خاص غلوبال – زهير المحمد
يبدو أننا مضطرون لتذكر القديس فالنتاين الذي أرسى دعائم عيد الحب وفق قناعات الشباب، لكن ذلك يجب ألا يجعلنا متمسكين بالكثير من التقاليد الاستهلاكية والتشوهات التعبيرية التي تحول اللون الأحمر الذي يستخدمه مصارعو الثيران في إسبانيا لإثارة تلك الحيوانات، والدخول معها في معركة تنهي أحد الطرفين ويكون فيها الرابح خاسراً.
ومع أن الأطباء البيطريين وعلماء الأحياء يؤكدون بأن الثيران لديها عمى ألوان، ولاتفرق بين الأحمر وغيره من الألوان، إلا أن التقاليد المتبعة في إثارة الغرائز العدوانية لدى الثيران ما زالت متبعة حتى تاريخه.
ورغم معلوماتي المتواضعة في عالم الحيوان، إلاأنني لا أخفي استغرابي من تبوء الدب منزلة يحسده عليها جميع العشاق الذين يشترونه بمبالغ كبيرة تجاوزت المليون ليرة سورية، ليقدمونها إلى معشوقة تراه من أفضل الهدايا وتضعه بين أعز مقتنياتها، وكأنها تستبق نهاية العشق بزواج يجمعها بإنسان يتمتع بمكانة الدب التي قلبت كل الموازين، فيما قد يضطر هذا الزوج العاشق إلى طلاق زوجته إن قالت له يادب.
كيف استطاع الغرب أن يحول الدب من رمز للغباء والخشونة والتصرفات غير المحسوبة، إلى منزلة قد لايستحقها، وهذا يعني أن الركض وراء الأفكار الاستهلاكية الغربية المستوردة قد أصابت العشاق ومدعي العشق بعمى الألوان، الذي يسيطر على شرائح واسعة من شبابنا الذي يذوق الأمرين للحصول على لقمة العيش، وربما يغامر بشراء دب براتب ستة أشهر جرياً وراء موضة فرضتها وسائل الإعلام المعولمة لتزييف اهتمامات الشباب.
لا أحد يمانع من الاحتفال بهذه المناسبة أو بأي مناسبة، لأن الفرح قد يخفف من تأثير الضغوط النفسية والحياتية، ويعزز الأمل في الانتقال إلى مستقبل أفضل، لكن ذلك لايعني على الإطلاق حضور حفل فني لمطرب نغير المحطة عندما يظهر عليها بأغنية متواضعة، وندفع مليوناً ومئتي ألف ليرة ثمناً للبطاقة الواحدة أو نشتري حيواناً نعتبره رمزاً في الغلاظة والهمجية بمبلغ مماثل،
وكل عام وانتم بخير
طريقك الصحيح نحو الحقيقة