خبر عاجل
“إكسبو سورية″ فرصة لعرض المنتجات السورية… وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية لـ«غلوبال»: يتيح تصدير فائض البضائع ورفع الطاقة الإنتاجية حليب الأطفال متوفر… نقيب صيادلة ريف دمشق لـ«غلوبال»: الأصناف المقطوعة لها بدائل عديدة متوافرة  بأسواقنا موسم المدارس ينعكس على حركة أسواق الخضر والفواكه… عضو لجنة المصدرين بدمشق لـ«غلوبال»: انخفاض الكميات المصدرة إلى 80% “مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي” يحتفي بالفنان “أيمن زيدان” خطوات لتوسيع الحكومة الإلكترونية… مدير المعلوماتية بمجلس مدينة حمص لـ«غلوبال»: نسعى لتركيب منظومات كهروشمسية لمراكز الخدمة الـ3 المتبقية “صفاء سلطان” تعلن خطوبة ابنتها: “اميرتي لقت اميرها” “محمد حداقي” بعد نجاح شخصية “أبو الهول” يوضح إمكانية مشاركته في الأعمال المعرّبة هذا ما قاله رئيس نادي الجيش السابق في حوار مع “غلوبال” تداول لقطات لرد فعل مدرب منتخبنا الوطني على هدف مصطفى عبد اللطيف مساهمة كاملة من المجتمع المحلي… رئيس بلدية الهامة لـ«غلوبال»: تنفيذ مشروع كراج انطلاق للسيارات
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

غزّة هزمت ماكرون!

خاص غلوبال – علي عبود

عاقب الفرنسيون رئيسهم “إيمانويل” ماكرون في الانتخابات التشريعية الأخيرة بسبب مواقفه الداعمة لحرب الإبادة ضد الفلسطينيين في غزة التي تشنها “إسرائيل” منذ أكثر من تسعة أشهر!.

لم يستمع ماكرون إلى الأصوات العالية التي أطلقتها حناجر مئات الألوف من المتظاهرين في شوارع فرنسا منددة بالدعم الأعمى لجيش العدو الذي يرتكب المجازر اليومية ضد الأطفال والنساء والمسنين، ويهدم المشافي والمدارس والمساجد والكنائس ويمنع الطعام والشراب عن أبناء القطاع..الخ.

ولم يكترث ماكرون بتظاهرات طلاب الجامعات الداعمة لفلسطين، والتي نددت بمواقفه المتماهية مع قادة العدو والمؤيدة لتصفية القضية الفلسطينية بتهجير أبناء غزة والضفة إلى مصر والأردن.

وتجاهل ماكرون وجود جالية عربية تشكل أكثر من 8% من عدد سكان فرنسا، بينها مالا يقل عن مليوني مقترع صوتوا لليسار وساهموا بفوزه الساحق في الانتخابات الأخيرة.

نعم، المقاعد النيابية التي خسرها ماكرون ذهبت إلى اليسار وإلى اليمين المتطرف، وبالتالي كان الخاسر الوحيد، ولن يتمكن من الحكم المنفرد بعد الآن، بل سيخسر حزبه الانتخابات الرئاسية القادمة أيضاً فالمواجهة ستكون بين اليسار واليمين المتطرف!.

ولم يختلف اليمين المتطرف كثيراً عن ماكرون، فقد بدد الفرصة التي انتظرها طويلاً للوصول إلى السلطة، لكن مواقفه ضد القضية الفلسطينية، وإثارته للرعب في صفوف ملايين العرب الفرنسيين، دفع بالناخبين إلى التصويت لليسار، وبالتالي كان من الطبيعي أن يهبط ترتيبه من الأول في الدورة الأولى إلى الثالث في الدورة الثانية، بعد انسحاب عشرات المرشحين لصالح تكتل اليسار.

وبعد النتائج المتوقعة حاول عشرات المحللين الإجابة عن السؤال: هل أثّرت حرب الإبادة في غزة على الانتخابات الفرنسية؟.

والإجابة قطعاً بـ (نعم) كبيرة، فعندما ينشغل الرئيس جو بايدن بإعادة الحسابات، بعد التأييد الواسع لغزة في قاعدة الحزب الديمقراطي، وبعد اندلاع التظاهرات والاحتجاجات الطلابية في أعرق الجامعات الأمريكية، ومقاطعة الأمريكيين العرب لحملته الإنتخابية..الخ، فمن الطبيعي أن تفعل الاحتجاجات الشعبية والطلابية فعلها في فرنسا وتعاقب رئيسها على المشاركة المباشرة بدعم إسرائيل بإبادة الفلسطينيين أو بتهجيرهم إلى مصر والأردن!.

ومايؤكد حضور غزة في الانتخابات الفرنسية وهزيمتها لحزب ماكرون أن المشهد السياسي الفرنسي تأجج بعد عملية طوفان الأقصى ماجعل معاداة السامية وانتقاد إسرائيل قضيتين رئيسيتين في الانتخابات، ومع ذلك أخفق حزب ماكرون بترهيب الفرنسيين ومنعهم من تأييد الفلسطينيين في غزة في مظاهرات حاشدة، وبمنع النخبة الفرنسية من انتقاد الحرب ضد المدنيين وتدمير الأبنية والمدارس والمشافي، بل وبإدانة حكومة العدو على ماترتكبه من مجازر يومية.

وكان لافتاً انتقاد حزب “فرنسا غير الخاضعة” بقيادة اليساري جون لوك ميلونشون إسرائيل بشدة، ووصفه الحرب الإسرائيلية في غزة بأنها “إبادة جماعية” على عكس اليمين المتطرف التي دعت زعيمته ماري لوبين إلى تهجير الفلسطينين من غزة إلى مصر كي تتمكن “إسرائيل” من القضاء على حركة حماس!.

أكثر من ذلك حرص ميلينشون بعد نتائج الجولة الأولى على أن تقف إلى جانبه، خلال إلقاء كلمة بمناصريه، ريما حسن التي تخضع للتحقيق بسبب تصريحات لها رفضت فيها وصف عملية طوفان الأقصى بالإرهاب.

المفاجأة في الانتحابات الفرنسية لم تكن بهزيمة غزة لماكرون فقط، وإنما بقدرة غزة على إحداث تحول عميق في المشهد السياسي الفرنسي تجسد بتراجع في شعبية أحزاب الحكم التقليدية الممثّلة بيمين الوسط، ويسار الوسط، وتنامياً في شعبية اليسار الجذري واليمين المتطرف.

لقد كشفت نتائج الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية زيادة في مقاعد اليمين الفاشي وبتوسع قاعدته الاجتماعية لأسباب سياسية واقتصادية – اجتماعية وإيديولوجية، مرتبطة بتعاظم ظاهرة الإسلاموفوبيا وبالمتغيّرات الدولية.

وبالمقابل شهدت شعبية اليسار الجذري صعوداً موازياً، ومستمراً أيضاً في أوساط جمهور الناخبين الذي يصوّت عادةً لأحزاب اليسار التقليدية، ونجاحه في اجتذاب قطاعات شبابية جديدة وشرائح معتبَرة من أبناء الضواحي والأحياء الشعبية ذات الأصول المهاجرة.

ولا شكّ في أن المواقف الجريئة التي عبّر عنها حزب “فرنسا الأبيّة”، وقائده ميلانشون، المناهضة للإسلاموفوبيا وللعنصرية الممأسسة في فرنسا، وكذلك رفضه الحازم لحرب الإبادة الإسرائيلية ضدّ غزة ودعمه لحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية، وصولاً إلى إعلانه أنه سيؤيد إقامة دولة فلسطينية في حال تمكنه من تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة.. ساهمت جميعها في كسبه تأييداً وازناً من القطاعات والشرائح اليسارية والمناهضة لحرب الإبادة في غزة.

وليس من قبيل المبالغة، القول إن هذه الانتخابات أَظهرت أن القضية الفلسطينية، بفعل المجازر الوحشية لجيش العدو في غزة، أضحت مسألة سياسية داخلية في فرنسا، وإن كتلة انتخابية لا يستهان بها تربط دعمها لأيّ قوّة سياسية، بالاستناد إلى موقفها منها. الخلاصة: لم تهزم غزة الرئيس الفرنسي ماكرون فقط، وإنما أربكت الحياة السياسية أيضاً، فالبرلمان بات يتشكل من ثلاث كتل متعارضة جذرياً في برامجها، وبالتالي يصعب تشكيل حكومة تخضع للرئيس في الأمد المنظور.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *