خبر عاجل
الحالة الجوية المتوقعة في الأيام المقبلة نادي الاتحاد أهلي حلب ينسحب من كأس السوبر لكرة السلة.. ويوضّح السبب تكثيف المنتجات التأمينية وتبسيط الإجراءات… مصدر في هيئة الإشراف على التأمين لـ«غلوبال»: تأمين أجهزة البصمة للأطباء المتعاقدين معنا بوتيرة متسارعة إنجاز أتمتة الإجراءات ضمن المرسوم 66… مصدر بمحافظة دمشق لـ«غلوبال»: نعمل على إطلاق الدفع الإلكتروني لجميع الرسوم ضمن معاملاته أزمة مواصلات خانقة… مصدر بمحافظة القنيطرة لـ«غلوبال»: مشكلة فنية بجهاز التتبع وتمت مراسلة وزارة النقل لمعالجة الخلل طوابير من عشاق الوسوف بانتظار هذه اللحظة.. المايسترو ايلي العليا يبرر تصرف سلطان الطرب جورج وسوف أردوغان… عودة للغزل والأفعال غائبة سيناريو تسعير العنب يتكرر بلا حلول… فلاحو حمص لـ«غلوبال»: التأخر في التسعيرة وعدم إنصافها سينهي زراعة الكرمة انطلاق تصوير مسلسل “حبق” في مدينة الياسمين
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

فرص تنموية لمزايا جغرافيةأولى خطوات ”العلاقات الاستراتيجية“

خاص غلوبال – شادية إسبر

قبل أيام شهدت مدينة خانجو الصينية رفع مستوى العلاقات إلى شراكة استراتيجية بين سورية والصين، بعد حديث بالعناوين العريضة العامة للرئيسين السوري بشار الأسد والصيني شي جين بينغ في قمة انتهت بـ “الإعلان الاستراتيجي”، الذي تصدّر وسائل الإعلام والتحليلات السياسية والاقتصادية في العالم، فماذا بعد خانجو؟.

ثلاثة أيام قضاها في المدينة الحدث التي وصلها الخميس (21 أيلول)، وبعدها انتقل الرئيس الأسد إلى بكين (الأحد 24 أيلول) للقاء كبار مسؤوليها الاثنين 25 أيلول، وكان قبل وصوله العاصمة الصينية قد زار قرية سياوتشينغ النموذجية بريف خانجو للاطلاع على تجربتها في التنمية الريفية، في دليل على اهتمام سوري كبير لنقل التجربة الصينية الرائدة عالمياً في هذا المجال، فجاء الحديث مركّزاً على التنمية خلال الاجتماعات والجولات، وتصدرت التنمية تصريحات المسؤولين الصينيين، ما يعني أن “التنمية” ستكون أولى أبواب العلاقات الاستراتيجية المستقبلية.

والتنمية بالمفهوم العام، هي محاربة الفقر على المستويين الاجتماعي والاقتصادي، وتقوم على أساسين، بناء الإنسان والاعتماد على الإمكانات المتاحة والقابلة للاستثمار في جميع المجالات والقطاعات، الدافعة نحو إرساء مناخ تنموي استثماري واعد ومنتج ومطور، والتجربة الصينية بها ناجحة رائدة وفريدة في العالم، حققت طفرة اقتصادية وعلمية، أكسبت الصين ثقلاً اقتصادياً وسياسياً على الساحة الدولية.

يسجل التاريخ للرئيس شي جين بينغ أنه حارب الفقر وانتصر عليه عبر فكرة التنمية الريفية، التي طرحها أول مرة في قرية ليانغجياخه، تلك القرية الجبلية في مقاطعة شنشي التي كانت قاحلة عندما وصلها الشاب شي جين بينع العام 1969، وبعد أن أصبح أمين فرع الحزب الشيوعي الصيني بوحدة القرية الإنتاجية في كانون الثاني العام 1974، قاد القرويين في تنفيذ سلسلة من المشاريع، أسست لتحول القرية تدريجياً على مدى العقود التالية إلى مقصد للآلاف، وانتقل أهلها من الفقر الشديد ليصل متوسط نصيب الفرد من الدخل إلى 21634 يواناً صينياً في العام 2019.

على العلم والعمل الدائمين، اعتمدت الصين في بناء قوتها الاقتصادية والسياسية والثقافية المجتمعية على المستويين الداخلي والدولي، وعلى المبادئ والأخلاق تبني علاقاتها، وهي التي تنتهج سياسة أخلاقية، وتنمية أخلاقية، وتقدم مبادرات للعالم أجمع، حيث أشار الرئيس الأسد إلى أن “المبادرات التي طرحها الرئيس شي جين بينغ تشكل أملاً وأبواباً مفتوحة لعالم جديد”، وجاء ذلك خلال لقائه رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني تشاو لي جي، والذي أكد بدوره بأن ” الصين ستبقى تقف إلى الجانب الصحيح من التاريخ من أجل تعزيز التنمية للبشرية جمعاء”.

أما خلال لقائه رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، اعتبر الرئيس الأسد بأن “العلاقة بين البلدين يمكن أن تنطلق بقوة أكثر من خلال المبادرات الثلاث التي طرحها الرئيس شي جين بينغ لتطوير التعاون في المجال الاقتصادي والثقافي وخلق مشاريع استثمارية مشتركة ضمن مبادرة الحزام والطريق”.

بينما أكد المسؤول الصيني بأن بلاده “حريصة على انتهاز فرصة إعلان إقامة العلاقات الاستراتيجية لتقديم الدعم لسورية، وتحويل المزايا الجغرافية السورية إلى فرص تنموية، وتقديم الدعم في إعادة الإعمار وترسيخ الاستقرار”.

أعطت الصين الكلمة المفتاحية للتنمية في سورية، فالمزايا الجغرافية السورية فرص تنموية، و”الحزام والطريق” فكرة صينية تنموية مبنية على الاقتصاد الجغرافي في الشرق، والمبدأ الراسخ في السياسية السورية أكده الرئيس الأسد من بكين قائلاً “نحن اليوم أكثر تمسكاً بالتوجه شرقاً لأنه الضمانة السياسية والثقافية والاقتصادية بالنسبة لسورية”.

بهذا تبدو المرحلة القادمة أكثر دقة وحساسية، تحتاج سورية فيها إلى الكثير من العمل والجهد والحذر والمنهجية، فكم هائل من التفاصيل اللوجستية والملفات الضخمة ربما تكون عائقاً أمام التنفيذ العملي، وتجب معالجتها سريعاً، ورغم التفاؤل الاقتصادي التنموي الذي فُتحت آفاقه من بكين وقبلها خانجو، فإن التفاؤل وحده غير كاف لتحقيق نتائج وقطف ثمار “الإعلان الاستراتيجي”، الذي يعتبر فرصة للدولة السورية كي تنهض بالشعب اقتصادياً ومجتمعياً، حيث الأفق مفتوح وواسع باتجاه المستقبل في العلاقة مع الصين، وخاصة أنها علاقة صداقة وثقة مبنية على مبادئ ثابتة وتاريخ متشابه، والمسؤولية التاريخية تستوجب عدم تفويت هذه الفرصة التاريخية.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *