خبر عاجل
هل باتت الحلاقة من الكماليات ودخلت في بازار “الفشخرة”… رئيس جمعية المزينين بدمشق لـ«غلوبال»: التسعيرة الجديدة عادلة تركة ثقيلة وحياة المواطن على المحك! الركود يهزم الأسواق وانخفاض في كميات الإنتاج… الجمعية الحرفية لصناعة الألبان والأجبان لـ«غلوبال»: العزوف عن الشراء ساهم في ثبات الأسعار محمد خير الجراح: “الأعمال التركية المُعرّبة حلوة بس مافيها روح” ماس كهربائي يودي بحياة أم وابنتها بقرية كفرفو بطرطوس… رئيس بلدية الصفصافة لـ«غلوبال»: حين وصول الإطفائية كانتا في حالة اختناق إرهابٌ سيبراني متصاعد لإبادة المدنيين مناقشةتحضيرات الموسم الجديد… رئيس دائرة التخطيط بزراعة الحسكة لـ«غلوبال»: الموافقة على عدد من المقترحات للتسهيل على الفلاح وزارة الخارجية والمغتربين تدين الاعتداء الصهيوني على الضاحية الجنوبية في لبنان جهود لحفظ الملكيات وتسهيل الرجوع إليها… مدير المصالح العقارية بحماة لـ«غلوبال»: بعد إنجاز أتمتة سجلات المدينة البدء بأتمتة المناطق عبر شبكة “pdn” تعديل شروط تركيب منظومات الطاقة الشمسية في دمشق… خبير لـ«غلوبال»: على البلديات تنظيم الشروط والمخططات ووضع معايير بيئية وجمالية
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | محلي | نيوز

فنادق “الأبهة” تحظى بعناية الرسميين و”ضنك” العيش يلف السوريين.. فلما التركيز على المشاريع سريعة الربح وتغفل “المنتجة”؟!


خاص غلوبال- دمشق – رحاب الإبراهيم


فترة قصيرة لا تتعدى الأشهر فصلت بين افتتاح عدد من الفنادق الفاخرة المخصصة للفئة “الثرية” وسط “طنة ورنة” ضمن باقة “برستيج الفخامة”، الذي لا يكتمل بدون استعراض مشاركة نخبة القوم وكبار الشخصيات الرسمية في حفل اطلاق خدماتها أمام أبناء الطبقة المخملية، وهذا أمر لا اعتراض عليه طالما هذه المنشآت تحقق إيراداً مقبولاً للخزينة وتشغل يد عاملة، لكن ما أثار حفيظة أغلبية السوريين وأنا منهم التركيز على هذه المشاريع في وقت تعاني معظم العائلات من ضنك العيش لدرجة باتت غير قادرة على تأمين كفاف يومها في تسارع مخيف نحو خط الفقر جراء استعار موجة غلاء طاحنة بلا حراك وازن لرد بلائها وقمع تجارها والعمل على تحسين المعيشة بذات الهمة والدعم.


الاهتمام بإطلاق الفنادق والمطاعم “الكلاس” والسياحة عموماً، أمر جيد ولن يكون مصدر انتقاد في حال كان في مكانه وتوقيته الصحيح، فالمواطن لن يهمه إذا افتتح فندق أو مطعم بنجوم عشرة أو واحدة إذا كانت معيشته مرتاحة أقله بتأمين احتياجات معيشته الأساسية من مأكل ومشرب وخدمات ضرورية كالكهرباء والماء، والصناعي والحرفي لن يجد في ذلك “قصة كبيرة” طالما مستلزمات الانتاج متوافرة وعجلات المعامل تدور من دون وضع العصي بالعجلات وتراكم المشاكل المعرقلة لدرجة دفعت كثيرين إلى التفكير بإغلاق المعامل وهجر الكار، والفلاح لن يعنيه الموضوع من أساسه إذا أمنت احتياجات أرضه من دون تكاليف مرهقة تدفع للتفكير مليون مرة قبل زراعتها خوفاً من خسائر جديدة، بالتالي طالما أحوال هذه الفئات المحركة للحياة والإنتاج ليست بخير، والكل يعاني تحت وطأة حصار اقتصادي خارجي شديد وداخلي لا يقل مرارة، فكما يقال ظلم ذوي القربى أشد مضاضة، يصبح مشهد افتتاح فنادق ومطاعم فخمة هنا وهناك غير مقبول إطلاقاً.


الواقع الاقتصادي والمعيشي الصعب يفرض اهتماماً ودعماً عال العيارات نحو الزراعة والصناعة وليس صوب السياحة حالياً، وأن كنا لا ننكر أهمية المشاريع السياحية، لكن اليوم المطلوب التوجه نحو مشاريع منتجة تنقذ اقتصادنا المتعب وعموم السوريين المنكوبين في معيشتهم بدل إفادة قلة قليلة من أصحاب المال، الذين يصرون على ضخ أموالهم في مشاريع تحقق لهم الربح السريع، في تجاهل مريب للمشاريع الأكثر إنتاجية ومردودية، ما يعني بصورة أو بأخرى الدوران في حلقة التأزيم الاقتصادي والمعيشي نتيجة سيطرة عقلية التفكير بالمشاريع الربحية السريعة وغناء كل من أهل المال والقرار على ليلى مصالحه بينما المواطن والمال العام آخر الهم.


تحقيق التنمية المتوازنة، التي أعلنت الحكومة في جلستها الأسبوعية الأخيرة العمل على تحقيقها في رد غير مباشر على المعترضين على اهتمامها بإطلاق المشاريع السياحية، لن يتحقق حالياً في ظل النكبات والانتكاسات التي تضرب كل القطاعات وخاصة المنتجة وتحديداً الزراعة والصناعة، والعجز الواضح عن استثمار إمكاناتها الكبيرة وتوظيفها في مطارح تدعم خزينة الدولة، وهذا يتحقق بالإنتاج وحده، فعند دوران عجلته بطاقات قصوى سينتج إيرادات جيدة توجه لتحسين المعيشة عبر زيادة رواتب مقبولة تحرك إنتاجية الموظفين والمؤسسات الغارقة في ترهلها وتكلسها وضعف إنتاجيتها بفعل عوامل كثيرة أهمها إهمال استثمار العنصر البشري، فهل يمتلك صناع المطبخ الاقتصادي خطة محكمة بعيداً عن التصريح الإعلامي والجولات والمؤتمرات لترميم واقع القطاعات المنتجة وخروجها من ورطتها أم أن الهروب إلى الأمام عبر إطلاق مشاريع سياحية سيضل قائماً في محاولة للإيحاء أن الواقع الاقتصادي تحت السيطرة والأمور بخير في حين تلف الأزمات المعيشية والاقتصادية حياة السوريين من كل صوب، وسط دعوات مستمرة بالصبر والتحمل لحين الفرج والخلاص بينما يا حظى أخرون بالمقلب الآخر بحياة رفاهية مطلقة وكأن الحرب لم تمر صوبهم، في مظاهر تتجسد بارتياد الفنادق والمطاعم الفاخرة المفتتحة حالياً أو سابقاً، وأشكال أخرى للنعيم لا تقل قهراً أنتجتها الحرب وسوء إدارة صناع القرار للأزمات المعيشية المتعاقبة ومعالجة أحوال البلاد والعباد.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *